أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك، أن “مناورات حزب الله التي يقوم بها اليوم تأكيد فاضح على أنه جيش نظامي لدولته”.
وأشار في حديث عبر “الحدث”، إلى أنها “تأتي استكمالاً للاتفاق السعودي الإيراني لأنه لا يشمل سلاح الحزب كما أنها رسالة إيرانية للأمة العربية التي اجتمعت في السعودية، مفادها بأن كل الاتفاقات ممكن أن تجري، ولا تؤثّر على سيطرة حزب الله بالسلاح على بعض الأراضي اللبنانية بالشكل المباشر، ولا على خطف القرار السياسي والاستراتيجي للدولة”.
وشدد، على أن “المناورة تشكل رسالة إيرانية وخصوصاً بعد زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا بعد أكثر من 11عاماً، وتصوير عودة سوريا إلى الحضن العربي على أنها انتصار لإيران”.
وإذ أوضح يزبك، أن “المناورة ليس لتخويف إسرائيل لأنها تعرف حدوده، بل رسالة إلى الدول العربية إذ خالف الحزب عبر المناورة الفقرة الخامسة والسادسة الصادرة عن القمة العربية، والتي يشدد فيها كاتبو البيان على رفضهم للانتشار المسلّح والميليشيات الخارجة عن إطار سيادة الدول”، قال إن “الحزب يوجه أيضاً رسالة إلى الداخل ولمعارضيه مفادها بأننا نسيطر على الدولة، ولا تعتبروا أن ما صدر عن القمة العربية يعنينا بشيء ولا الاتفاق الإيراني السعودي سيؤثر علينا”.
واستغرب يزبك الصمت المريب للدولة اللبنانية تجاه المناورة العسكرية التي يقوم بها حزب الله، سائلاً، “هل استشار الحزب الدولة لإجراء هكذا مناورة، أو أخذ الإذن؟ ولماذا لم تسأل الدولة عما يجري حولها من تحدٍّ سافر لسيدة الدولة وسمعتها”.
ولفت إلى أن “هناك مظاهرة نسائية على شاطئ صيدا تطالب بإبقاء المظهر الثقافي والحضاري والتنوع في البلدة خصوصاً وأننا على أبواب موسم سياحي، فيما تحاول المظاهر المسلّحة الأخرى قمع هذه التحرّكات وإبراز صورة لبنان القمع والسلاح”.
وتابع، “الدولة اللبنانية الحالية من رأس هرمها إلى قاعدتها تأتمر بأوامر حزب الله، إذ خلال ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل لم تُستشر الدولة بل كانت مجرّد كومبارس وقعت على ما رضي عنه الحزب”.
وفي ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي، قال، “أنا أمثل جهة معارضة تطالب برئيس سيادي في لبنان، لا شخصاً يشبه الرئيس السابق ميشال عون، مثل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي يشكل خطاً متواصلاً مع سيطرة حزب الله على مقدرات الدولة اللبنانية”، مؤكداً أننا “نرفض هذا النوع من الرؤساء لأننا نخشى من أن يمعن بإخراج لبنان من الأسرة العربية والمنظومة الدولية وصولاً إلى تدميره”.
أوضح، “قطعنا شوطاً متقدماً للأسف، نحو اضمحلال الدولة من خلال استحقاقاتها الديمقراطية وليس أقلها شأناً رئاسة الجمهورية، وقريباً الشغور بحاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش، فيما كل هذا يجري وسط صمت الدول الخاضعة لسيطرة الحزب”، مضيفاً، أنهم “يطلبون منا التوافق والحوار مع الطرف الآخر لكي نأتي برئيس من هذه القماشة وهذا الأمر سيمعن بتدمير ما تبقى من مقدرات الدولة اللبنانية”.
ووجه يزبك رسالة محبة إلى القمة العربية، المفعمة بالنوايا الحسنة وفي مقدمتها السعودية، قائلاً، إن “تفجير الواقع اللبناني سيعود بالأذى على ما يجري تحضيره من توافقات وصولاً إلى صفر مشاكل في العالم العربي، لأنهم يريدون ابتلاع لبنان ولا يحترمون الاتفاقات”.