بعدما أفاد مصدر رفيع المستوى في الاستخبارات العسكرية اللبنانية عبر “العربية” بأن إسرائيل ولبنان اتفقا على تمديد اتفاق وقف النار إلى ما بعد عيد الفطر، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الخميس أن الولايات المتحدة رفضت تأجيل انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، لكنها وافقت على السماح للجيش الإسرائيلي بإنشاء نقاط مراقبة لمراقبة نشاط “الحزب” في القطاع الشرقي.
وكان المصدر نفسه قد صرح أمس بأن إسرائيل ستبقي قواتها في بعض المناطق الجنوبية للبنان، خصوصًا في القطاع الشرقي. كما أضاف أن “إسرائيل ولبنان ينتظران قرار القيادة السورية الجديدة بشأن مزارع شبعا، حيث من المرجح أن يتم الاعتراف بها كأراضٍ سورية”.
كما أشار إلى أن “الحزب” يتباطأ في انسحابه نحو شمال الليطاني، إلا أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اتفق مع الحزب على تمديد اتفاق وقف النار للمرة الثانية”.
وفيما يتعلق بالاغتيالات، أفاد المصدر أن “إسرائيل لم تتعهد بوقفها، وقد يكون قادة “الحزب” الجدد على لائحة الاستهداف، ومن بينهم وفيق صفا، ونواب الحزب، بالإضافة إلى الأمين العام نعيم قاسم وقادة ميدانيين”.
وفي السياق نفسه، أفادت هيئة البث الإسرائيلية “راديو كان” بأن الولايات المتحدة سمحت لإسرائيل بوجود “طويل الأمد” في جنوب لبنان، وأن إسرائيل حصلت على إذن أمريكي بالبقاء في عدة نقاط في لبنان بعد الموعد المحدد للانسحاب في 18 شباط. وقد صرح مسؤول لبناني ودبلوماسي أجنبي لوكالة رويترز أن إسرائيل طلبت تمديد فترة انسحابها لمدة عشرة أيام إضافية.
من جهتها، نفت الرئاسة اللبنانية في بيان رسمي التقارير التي تشير إلى موافقة بيروت على “تمديد وقف النار بعد عيد الفطر”. وأكدت أن الرئيس جوزيف عون أصر مرارًا على التزام لبنان بالانسحاب الكامل لإسرائيل ضمن المهلة المحددة في 18 شباط.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2024 منح إسرائيل مهلة 60 يومًا للانسحاب من جنوب لبنان، بعد عملية عسكرية برية ضد “الحزب”. وكان من المقرر أن يغادر “الحزب” المنطقة ويحل الجيش اللبناني مكانه في الموعد ذاته، لكن المهلة قد مُددت حتى 18 شباط.
ووفقًا للجنة التي تشرف عليها الولايات المتحدة، استمر القتال لأكثر من عام بين الجيش الإسرائيلي و”الحزب”، حيث بلغت المعارك ذروتها في حملة جوية وبرية إسرائيلية أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص في لبنان وتدمير غالبية القيادات العسكرية لـ”الحزب”. في الوقت الحالي، لا تزال القوات الإسرائيلية متمركزة في أجزاء من جنوب لبنان وتواصل تنفيذ ضربات جوية ضد ما تقول إنها مخازن أسلحة لـ”الحزب” ومحاولات تهريب أسلحة.