يُخيِّم هدوء مشوب بالحذر الشديد في أجواء الحدود الشرقية مع سوريا، بعد الاشتباكات التي شهدتها خلال الساعات الأخيرة بين مسلحين على جانبَي الحدود، وتخلّلها استهداف قرى لبنان بمسيّرات وصواريخ.
وأبلغ مرجع أمني إلى «الجمهورية» قوله إنّ «الوضع على الحدود مع سوريا لا يبعث على الاطمئنان»، لافتاً إلى «رصد تحرّكات مُريبة في الجانب الآخر من الحدود، ولوحظ تزايدها في الآونة الأخيرة».
ورداً على سؤال عمّا يتردّد في أنّ سبب التوتر المتجدّد، لا طابع سياسياً له، بل هو محصور بين مهرّبين، أوضح المرجع: «كل الأمور متداخلة ببعضها البعض، وخلاف المهرّبين وصراعهم أمر وارد، خصوصاً أنّه قائم منذ سنوات طويلة».
على أنّ المرجع عينه استدرك قائلاً: «في موازاة صراع المهرّبين، ينبغي ألّا نُخرِج من حسباننا وجود أمور أخرى ومعطيات أمنية مرتبطة بالتطوّرات الأخيرة التي شهدتها سوريا، التي أعقبتها جولات متعدّدة من الاشتباكات على الحدود، وصولاً إلى الاشتباكات السابقة قبل بضعة أسابيع، تبعث على الحذر، والخشية من نوايا مبيتة لتحريك الجبهة السورية في اتجاه القرى اللبنانية الحدودية، خصوصاً أنّ البيانات السورية بالأمس، عادت إلى التركيز مجدّداً على «حزب الله» واتهامه بقصف مناطق سورية».
بيان الجيش
وحول هذا الأمر، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيان جاء فيه أنّه «بتاريخ 24/4/2025، حصل تبادل لإطلاق النار في منطقة الهرمل
عند الحدود اللبنانية- السورية بعد إطلاق نيران من الجانب اللبناني باتجاه الأراضي السورية نتيجة خلافات حول أعمال تهريب، وردّ الجانب السوري على مصدر النيران، ما أدّى إلى وقوع جرحى من الجانبَين. وعلى إثر ذلك، اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تدابير أمنية استثنائية على طول الحدود بهدف تحديد مصدر إطلاق النار داخل الأراضي اللبنانية، ونفّذت عمليات دهم بالتزامن مع عمليات رصد وتتبّع من قِبل مديرية المخابرات، فأوقِف بنتيجتها المواطن (أ.أ.) المشتبه بتورطه في إطلاق النار، بالإضافة إلى انتمائه إلى مجموعة مسلّحة تنشط في أعمال التهريب».
وأضاف البيان: «في موازاة ما سبق، أجرت قيادة الجيش اتصالات مكثفة مع السلطات السورية ما أفضى إلى احتواء التصعيد، فيما تستمر الوحدات العسكرية في اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع، ويجري العمل على ملاحقة بقية المتورّطين في عملية إطلاق النار».