كيف يمكن الاعتقاد أو التخيل أن بلدة القديسين والبطاركة ومركز البطريركية المارونية على مدى عقود والحاضنة لرفات هؤلاء القديسين يأكلها الاهمال فقط لفعل النكاية والنكد في نفس يعقوب ؟ … وبديلا عن جعلها لؤلؤة الجبل الجبيلي وتأمين أبسط الخدمات لأهلها وسكانها تراها اليوم متروكة للقدر بعد أن أمعنت البلدية الحالية بالتجاهل لواقع حالها ، والأنكى أنهم لا يعملون ولا يزيحون من درب العاملين … وكأن الكرسي أصبحت ملكا خاصا حيث يحضر الخجل وتحكيم العقل وإحترام التاريخ والافساح للوجوه الشابة الجديدة بإعادة وضع بلدة ميفوق- القطارة على سكة القرن الواحد والعشرين أقله بالخشوع للجثامين الطاهرة للبطاركة والاهم خدمة الناس دون منّة .
ميفوق في حضرتها تستوجب من القوى العاملة الشابة أن تعيد النهضة اليها وهذا الامر لا يستلزم عجيبة من البطاركة بل إرادة حية وصادقة وإبعاد المنصب العام عن الاستغلال لمصالح شخصية ، فأهل البلدة بحاجة الى الكثير الكثير من الهمة والرؤية ووضع استراتيجية عمل ممنهجة ومحددة بوقت معين ليراها الناس منفذة على الارض ، يعني حسب مصادر متابعة في البلدة أن وجود رئيس للبلدية منذ تسع سنوات متواصلة في منصبه فيما لا حياة في ميفوق ويهجرها أهلها قبيل الشتاء والصيف فيها شبه مشلول ، مع العلم أن همة بسيطة بإستطاعتها أن تضع الناس في مركز الصمود سنة بعد أخرى وصولا الى وجود جميع السكان شتاء وصيفا !! والامر غير مكلف إذا صفت النوايا وكبٌر الادراك لمصير الناس .
تمر البلدة حاليا بإنتخابات بلدية وهي فرصة سانحة للاهالي ليقرروا : إما أن نبقى في البلدة أو نرحل والخيار لهم من خلال عملية الإختيار بين الممارسة الحالية أو البرنامج المتكامل ، وفي قراءة عميقة لاهداف لائحة ” الامل والعمل” يمكن الاستنتاج أن رئيسها والاعضاء المجتعين حوله سوف يعملون على إحداث الفرق وسيحاسبون إذا ما تم التفريق بين البرنامج والتنفذ ، تماما كما سيحاسب المجلس البلدي الحالي الذي تنكّر لوعوده التي قطعها للناس .
على سبيل المثال لا الحصر كيف يمكن منع الكهرباء الشبه مجانية عن البلدة فقط لأن فريقا شبابيا يحب بلدته هو القائم بها ؟! الكهرباء أيها الشبيبة في المجلس الحالي هي كل شيء من الانارة الى الامن والعمل والمحلات هي نور للناس وبصيرة للعارفين ، أما عن التوافق الذي تم طرحه وتم دفنه من قبل الرئيس الحالي من خلال وضع شروط تشكل سلسلة من المعجزات لا يمكن أن تنهض بالبلدة على الاطلاق وعلى أهل ميفوق – القطارة أخذ المبادرة بأيديهم وصولا الى المحاسبة!
وليكتمل النقل بالزعرور وٌجب السؤال من قبل هذه المصادر المتابعة كيف يمكن عرض تسجيل صوتي واعطاء الثقة لشخص يتمتع بسلطة رسمية ويعمد الى تسجيل محادثة مع سلطة روحية تمثل الكرسي الرسولي دون اخذ الاذن منها واستغلال التسجيل خلال اعلان اللائحة !؟ ، وهذه السلطة الروحية هي المتابعة لملف الاراضي مع حاضرة الفاتيكان وهو أمر مصيري ويخص كل أهالي البلدة ، وأية ضرورة تقضي بهذا التسريب سوى لخدمة العملية الانتخابية والاستثمار فيها ، وهذا أمر فظيع لأن المجالس بالأمانات فكيف إن كان المقصود سلطة دينية !؟
على الناس في ميفوق والقطارة أن تعي تماما مصلحة هذه البلدة الصامدة في الجرد ، والمفترض أن ينصب العمل بكامل القوة من أجل حسن الاختيار للسلطات المحلية والغربلة وصولا الى ” التنخيل ” لكل صوت لا ينزل لمصلحة البلدة ، وكي لا ينفع الندم يجب تحكيم الضمير ووضع مستقبل الشباب والاطفال الواعدة في الخانة الصحيحة كي يتحقق الأمل والعمل ، إنزلو بكثرة وتصميم وإقترعوا أيها الاهالي لمن يثبت أطفالكم في أرضهم ويحفظ إرث الموارنة والمسيحيين في خزانة متينة محفور في صخور ميفوق ، ولا تكونوا شهود زور لا سمح الله لأن المعركة ليست قاب قوسين إنما قوس واحد !؟ وإنتبهوا الى صياح الديك !؟
موقع ” الجريدة نيوز ” الاخباري – الكاتب عيسى بو عيسى