عادت الانتخابات البلدية في العقيبة الى سكتها الطبيعية بعد تدخل الفعاليات الاساسية في البلدة لتسلك المسار الديمقرطي وتشكلت لائحتان الاولى برئاسة المهندس جان قزي مداورة مع ميلاد الراعي كل منهما لثلاث سنوات تحت عنوان ” العقيبة أمانة” والثانية برئاسة اّلان عون بعنوان “العقببة للكل” وإسم الاخيرة منسوخ عن لائحة كانت مرشحة منذ أكثر من عشر سنوات !! ، وما كان ليحصل هذا الواقع من العمل الديمقراطي الهاديء سوى بعد مخاض التوافق الذي ضحى بموجبه نائب البلدة شوقي الدكاش من اجل مصلحة البلدة .
وفي قراءة متأنية لمصادر متابعة لمسار المعركة الانتخابية على الارض يبدو أن أعضاء لائحة اّلان عون يعملون إفراديا مع الاحساس بتدني الحظوظ لعموم المرشحين بحيث يقوم كل مرشح بلدي الى زيارة هذه العائلة أو تلك ويطلب تأييدها لشخصه !! فيما الواضح حسب هذه المصادر أن اللائحة المقابلة أي ” العقيبة أمانة” تقوم بنشاطها بشكل جماعي وتنسق يوميا مع توزيع واضح للادوار ، والاهم أن الاصابات التي في جسد لائحة ” العقيبة للكل” تبدو واضحة ابتداء من مسار بعض المرشحين والتي يعرفها أهالي العقيبة بشكل واضح ، يضاف الى هذه الاصابات ما حصل للكتائب داخل اللائحة من تجاهل لدور الحزب التاريخي في البلدة وباقي المناطق المسيحية ، فيما الفاقع في المشهد أن مفارقة كبيرة تم تسجيلها من خلال تعريف من لا يعرف وتذكير من خانته الذاكرة ان الصدمة الكبرى جاءت من من جهة من يدّعون الانتساب الى خط الكتائب التاريخي ليتبين ان حساباتهم صغيرة على حجم احقاد شخصية ، فالمهندس جان قزي ابن مؤسس الكتائب في العقيبة ميلاد قزي ، اما من اختاروا الانحياز للائحة اّلن عون وخيارها السياسي فهم لا يناقضون تاريخ حزبهم فحسب انما هم ضد ما تمثله تضحيات ابناء العقيبة تاريخا وحاضرا ” .
هذا الواقع في البلدة طرح جملة من التساؤلات وفي طليعتها التشكيل الهجين للائحة “العقيبة للكل” وأحدث سلسلة من الترددات داخلها إن كان في الشكل أو المضمنون ، فكيف للكتائب ان ترضى بهذا الحجم التمثيلي ؟ وهل القادة في الحزب على علم بتململ القواعد الشعبية في البلدة ؟ ولماذا لا تتدخل لتسوية تمثيل الحزب العريق وتاريخه النضالي خصوصا في العقيبة ؟ مع العلم أنهم متحالفون مع جهة حزبية هم في الاساس على خلاف جوهري معها !! وكيف يرضى هؤلاء بهذه التركيبة ؟
فيما اللائحة الاخرى برئاسة المهندس جان قزي ومن خلال استعراض لشخصياتها عن قرب إعتمدت الخيار الانفتاحي على كافة العائلات لجمع أكبر قدر من الوفاق ، ففيها من كافة الالوان والاطياف في العقيبة ، وهي جامعة لمجمل الاختصاصات من الهندسة الى التكنولوجيا والحوكمة والبيئة والرياضة والصحة ، وحسب سجلات أعضائها معظمهم يحملون شهادات جامعية وما فوق مع تجارب عملية لسنوات عديدة ، والامر اللافت أيضا أن الاعضاء الاختياريين المرشحين من بينهم دكاترة يعتبرون أن عمل المختار لا يقتصر على تصديق إفادة من هنا أو تخليص المعاملات بل أن هذا المركز وحسب المرشحة الاختيارية كلوديا العلم له أبعاد جوهرية أخرى قد لحظها القانون اللبناني إنما في الممارسة العملية لم يتم استعمالها على أهميتها وسوف يعود دور المختار ليأخذ مكانته في كافة المجالات الممنوحة له ، وهذا الامر بالذات حسب المصادر يعطي فكرة واضحة عن دقة اختيار المرشحين وتوزيع الاعمال لنهضة البلدة ، وهذه حقيقة ستتحقق.
وفي مبدأ المقارنة بين اللائحتين وعطفا على ما سبق يمكن تلمس حظوظ النجاح بالرغم من ان صناديق الاقتراع هي التي تقرر في النهاية الفوز ، لكن يمكن ملامسة هذه النتيجة من منظور الوقائع الواضحة وعلى رأس الاولويات إعادة العقيبة البلدة الضاربة في التاريخ في المقام الاول تنشيط العمل السياحي على الاقل مع وجود مقومات جغرافية على الارض لا تكلف الكثير إنما القليل من الرؤية والهمة يخلقان الكثير من فرص العمل على الشاطيء الاجمل في لبنان وهذا من أيسر الامور على برنامج لائحة ” العقيبة أمانة” .