في غمرة التطورات المتلاحقة والتحضير الإقليمي لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنطقة الخليج العربي الاسبوع المقبل، وفيما العالم يحتفل بانتخاب بابا جديد في الفاتيكان، فاجأت إسرائيل لبنان أمس بتصعيد كبير في الجنوب تركّز خصوصاً على منطقة النبطية الفوقا وجبل علي الطاهر، بقصف جوي عنيف أعاد الجنوبيين إلى أجواء ذلك العدوان الواسع الذي شنّته على لبنان في ايلول الماضي، وهو عدوان لم يخرج اللبنانيون من أجوائه أصلاً بَعد، جراء الخرق الإسرائيلي اليومي والمتمادي لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن منذ 27 تشرين الثاني الماضي، واستمرارها في احتلال مناطق حدودية كان ينبغي أن تنسحب كلياً منها بموجب هذا الاتفاق والقرار الدولي 1701. وقد استدعى هذا التصعيد من المراجع اللبنانية المسؤولة إجراء اتصالات عربية ودولية عاجلة لوقفه ومنع انزلاق الوضع إلى حرب يتخوف كثيرون من نشوبها مجدداً.
وأكّدت مصادر مسؤولة لـ«الجمهورية»، أنّ المرحلة دقيقة وصعبة، وأنّ التصعيد الإسرائيلي ليس له أي مبرر، في الوقت الذي يُنتظر من إسرائيل أن توقف إطلاق النار وتنفيذ ما هو مطلوب منها والتزام الآلية التي وضعت لتطبيق القرار الدولي 1701.