أنقذوا “المقاصد” من “أهواء” البيطري.. اساس ميديا)

ليس من حقّ فيصل سنّو أن يستخدم أولادنا، الذين ندفع أقساطهم بدموع العين في مدارس “المقاصد”، كورالاً للإنشاد في حفل إطلاق لائحته للانتخابات البلديّة.

ليس من حقّ فيصل سنّو أن يسخّر المدرّسين في مدارس “المقاصد” رجالاً ونساء للعمل في ماكينته للانتخابات البلدية، وأن يسوقهم تحت التهديد بالفصل إلى حفل إطلاق لائحته خارج الدوام وخارج سياق التعاقد معهم كمدرّسين ومدرّسات.

يا فرعون مين فرعنك؟

ليس من حقّ فيصل سنّو أن يحوّل الموظّفين الإداريين في مدارس “المقاصد” إلى ما يشبه غرفة الـ”call center ” للاتّصال بأولياء أمور الطلبة وحثّهم على انتخاب لائحته البلديّة.

ليس من حقّ فيصل سنّو أن يحوّل “داتا” المعلومات الخاصّة بمدارس جمعيّة المقاصد ومستشفاها ومهنيّاتها وكليّاتها الجامعية إلى “داتا” انتخابية من أجل لائحته البلدية.

ليس من حقّ فيصل سنّو أن يحوّل مديرة التربية في الجمعيّة غنى البدوي حافظ إلى ما يشبه رئيسة للماكينة الانتخابية لتنشر صورة أعضاء اللائحة وتكتب فوقها: “وسط الوعود الكثيرة والإشاعات المستهلَكة وحرب الانتخابات طلعت لائحة بتحكي لغة الناس عندها مشروع واضح وبتمشي بخطى ثابتة ادعموها.. لأنّها بتشبهكم!”.

ليس من حقّ فيصل سنّو استعمال موارد “المقاصد” ورواتب الموظّفين لتسخيرهم ليكونوا ضمن ماكينته الانتخابية.

ليس من حقّ فيصل سنّو أن يختصر جمعيّة المقاصد بماكينة انتخابية هدفها تحقيق طموحاته الشخصيّة.

لقد كانت دائماً الأمثال الشعبية في موروثنا الفكري خير معبّر عن أزماتنا ومشاكلنا. هي القادمة من الذاكرة القديمة لتحذّرنا وتُنبئنا بما يمكن أن يتشكّل في ذاكرتنا المستقبلية. وربّما أبرز تلك الأمثال: “يا فرعون مين فرعنك. فأجابهم: ما لقيت حدا يلمني أو يوقّفني”، وللعلم المثل يقول: “يموت الزّمار وإيدو بتلعب..”؟
ليس من حقّ فيصل سنّو أن يختصر جمعيّة المقاصد بماكينة انتخابية هدفها تحقيق طموحاته الشخصيّة

كلّكم مسؤول

المشكلة ليست فيصل سنّو، فالتاريخ مليء بأمثاله. لطالما كان هناك من يعمل على حرف الحقائق والأهداف والمؤسّسات والأمم عن الطريق التي رُسمت لها وعن المبادئ التي أُنشئت عليها. المشكلة في مكان آخر. تكمن في الصمت القاتل الممارس من قبل أولي الأمر في “المقاصد” الذين ينقسمون إلى قسمين:

المقاصد

1- مجلس الأمناء، وفي اسمه تكمن الوظيفة وتوصيفها، وما سُمّي هذا المجلس بالأمناء إلّا لأنّه مؤتمَن. والمؤتمَن وفقاً للقواميس العربية والغربية هو من أُسندت إليه مهمّة ائتمانيّة بمقتضى القانون أو بمقتضى علاقة عُرفية مبنيّة على الثقة به وعلى أمانته. هو المؤتمن على أملاك فرد أو أملاك جماعة، وينوب عنهم في الحفاظ على هذه الأمانة.

للأسف أمناء “المقاصد” الذين نحبّ، ويحملون أسماء عائلات بيروتية لها مكانتها وفضلها وتقديرها، ما كانوا على قدر المسؤوليّة، سابقاً في الدفاع عن أسماء أمّهات المؤمنين وعلى رأسهنّ سيّدتنا خديجة بنت خويلد، ولا لاحقاً في الدفاع عن رسالة “المقاصد” وأهدافها وغاياتها.

لا يحقّ لنائب رئيس الجمعيّة الدكتور عماد عيتاني أن يكتفي بالتأفّف والاستنكار في المجالس الخاصّة. بل هو مطالَب بموقف بحجم مسؤوليّاته الملقاة عليه شرعاً وقانوناً. فـ”المقاصد” أيّها الدكتور المتخرّج من أكبر جامعات العالم في الاقتصاد والإدارة والأعمال لم تنشأ من أجل لمّ التبرّعات، بل أُنشئت من أجل رعاية المسلمين. فالخوف على المتبرّعين لا يتقدّم على الخوف على رسالة “المقاصد”.

لا يحقّ للمفكّر الكبير محمد السمّاك أن يتحوّل إلى محامي دفاع عن فيصل سنّو، ووجوده في مجلس الأمناء هو للدفاع عن هويّة “المقاصد” وليس للدفاع عن هويّة فيصل. ولا يحقّ لكلّ الأصدقاء في مجلس الأمناء أن يتحوّلوا إلى شهود زور على أكبر تزوير تتعرّض له الطائفة السنّيّة على يد فيصل سنّو ولائحته للانتخابات البلديّة من خلال تزوير “الفجر الصادق” الذي قامت على أساسه جمعيّة المقاصد.
ليس من حقّ فيصل سنّو استعمال موارد “المقاصد” ورواتب الموظّفين لتسخيرهم ليكونوا ضمن ماكينته الانتخابية

2- المفتي والرؤساء السابقون للجمعيّة يتحمّلون مسؤوليّة تاريخية في وقف هذا الاعتداء على رسالة “المقاصد” وأهدافها، فمفتي الجمهورية هو القيّم على جمعيّة المقاصد بعيداً عن القانون وبعيداً عن الأوراق الرسمية، وهو القيّم على شؤون المسلمين ومؤسّساتهم الكبيرة منها والصغيرة، ولا يمكنه السكوت عمّا يرتكبه فيصل سنّو.

التململ داخل جدران دار الفتوى لا يوقف المعتدي ولا يردعه عن أفعاله. فيما الرؤساء السابقون وعلى رأسهم الرئيس الحبيب تمّام سلام والأستاذ أمين الداعوق مطالَبون بتحرّك سريع واضح كوضوح الشمس عبر دعوة الهيئة العامّة لجمعيّة المقاصد الحاليّة ومَن عمل فيصل سنّو على إخراجهم، وقد تقدّموا بدعوى قضائية بهذا الشأن، إلى الاجتماع تحت شعار “إنقاذ المقاصد”. فليضرب الرئيس تماّم سلام وهو القادر بيده على طاولة “المقاصد”، وسيرى أنّ المسلمين بكلّ فئاتهم وأهوائهم وميولهم معه وخلفه في ما يفعل.

اترك تعليق