انعكس الكلام الذي اطلقه الرئيس امين الجميل خلال يوم الاقتراع في المتن الشمالي وبكفيا تحديدا على مستقبل كريمته والطموح الذي تسعى اليه للوصول الى رئاسة بلديات المتن الشمالي ، فالكلام وإن كان غير مألوف على الاقل من قبل مرجعية من المفترض أن تزن كلامها أو على الاقل التطلع الى أبعد من رئاسة بلدية بكفيا ، وتقول أوساط متنية ان هذا التحدي الغير مبرر من خلا استعمال كلمات على الاقل غير منتقاة تجاه أهالي المتن أصدقاء كانوا أو أخصام .
هذا الكلام في طبيعة الحال والذي أصبح على كل شفة ولسان في المتن ولبنان إنعكس سلبا على مسار وصول كريمته الى رئاسة الاتحاد ، وان مضامين “التكسير” الذي قاله الرئيس الجميل لم يتقبله أهالي المتن خصوصا مع الاخفاقات التي سجلها خلال تسلمه سدة الحكم في لبنان !! هي معركة مفتوحة على مصراعيها وحساب لم يتم تسكيره حتى الساعة بحيث باتت العداوات عنوان للعمل السياسي منذ “البشير” وحتى اليوم !!
في مسألة الاصرار الكتائبي على خوض معركة الاتحاد في المتن تستلزم المسألة قراءة لتاريخ الانجازات الكتائبية على قلتها في المتن وقرب الحزب من الناس ، فيما هناك من لم يترك الارض منذ عشرات السنين بعيدا عن رفع الشعارات السياسية والاقتصادية فيما التنفيذ لم يتحقق منه شيء سوى “كثرة الحكي” والمهرجانات التي لم تقدم مشروعا إنمائيا في المتن ، وبغض النظر عن الاخفاقات الكتائبية في الانماء ، وحتى في المجال السياسي ليتبين أن “راس سوق” الكتائب في كل لبنان العمل ضمن دائرة النواب الثلاثة مع دعم من جهات سياسية في كسروان ليصل حزب الوطن والعائلة الى النائب الرابع بشق النفس وليس لهم بإيصاله سوى لحظة التعداد !!
وفي الوقائع حول معركة اتحاد البلديات في المتن يبدو أن الزيارة اليتيمة للكتائب الى معراب ولن تكون الاخيرة وفق سياسة الدكتور سمير جعجع ،والزيارة كانت من خلال إرسال المرشحة السيدة نيكول الجميل الى مكتب الدكتور جعجع في معراب لطلب العون ، في الشكل ترى هذه الاوساط المتنية ان جعجع بدا وكأنه “الاستاذ” في حضرة الكتائب وهذا لا يمكن تصوره من قبل القواعد الكتائبية التي ما زالت حتى الساعة يذهب بها الاعتقاد أن “القوات” اللبنانية هي إبنة الكتائب خرجت من بيت أبيها ولم تعد ! ولم يكن اللقاء بين جعجع والسيدة الجميل متناسقا من حيث الحجم والقوة ، فالكتائب تريد “الاستدانة” البلدية أقله لمدة شهر فيما يعرف جعجع جيدا أن الاسعار لديه غالية خلال هذه الفترة “والفوائد” أغلى مما تظن الكتائب على أبواب الانتخابات النيابية ، وربما يذهب الظن والمصلحة بجعجع وهي مشروعة في العمل السياسي أن يضع شروطا قاسية لتأييد السيدة الجميل في هذه المرحلة وعلى الارجح هذا ما سيفعله وفق هذه الاوساط نفسها .
بالمقابل يمكن تلمس خطوات الرئيسة الحالية للاتحاد السيدة ميرنا المر والمقربين منها أنها تعمل على الاقل دون فعل الاستدانة وهي ليست بحاجة لهذا الامر ، ومرد ذلك الى تاريخ طويل لها ولعائلتها في خدمة أهل المتن الشمالي وصلاحيته تبقى ممهورة بختم الاعمال والخدمات والموقف السياسي اللبناني الصرف ، وللسيدة المر أيضا فوق ذلك حلفاء أقوياء إنضموا الى تأييد مسيرتها ولاستكمال المشاريع التي قامت بها والتي تتطلب شخصية ملمة بالشأن العام والتعامل مع المؤسسات الدولية والمنظمات المانحة ، وبالتأكيد ان المتن الشمالي لا يتحمل ممن يعملون على فتح “كتب الدراسة” عن جديد والتعلم من البداية ، فالمنطقة حساسة وتستلزم مساندة الاقوياء في مجتمعهم وممن عرفوا طريق الاعمار والخدمة العامة .