أرض معركة الاتحاد لم تكن يوما غير مهيأة وهي المنارة الحقيقية لمعركة رئيس بلدية قرطبا ، ولم تكن هذه سوى الانطلاقة نحو الهدف الاكبر الحامل “للدهن” الاساسي، بل كانت الصورة واضحة منذ البداية لدى رئيس بلدية قرطبا فادي مارتينوس خصوصا مع المعاناة التي خاضها ضده فارس سعيد في رئاسة بلدية قرطبا ، وبالرغم من صمت مارتينوس الدائم إلا أن النائب زياد الحواط أفصح عما يريده مع مارتينوس منذ البداية وهي خوض المعركة سويا ضد سعيّد إنما في أرض مغايرة و “رسمية ” ، فاز مارتينوس في قرطبا وكان فوزه سهلا للغاية على منافسيه “أصحاب ” سعيّد ، إنتظره مارتينوس على كوع إتحاد البلديات ونيابة الرئاسة على حد سواء ، وكان يعي سعيد تمام العلم ان إسقاط مارتينوس وعزله عن الاتحاد يمكن أن يكون متوفرا ولو بنيابة الرئاسة ، جمع سعيّد أسلحته من رؤساء البلديات وبات على قاب قوس واحد فقط من تسجيل ما يصبو اليه إلا أن الرياح جرت عكس الاشرعة فتجمع الاضداد في المقابل ، وكان يعي مارتينوس أن “راس” سوق القصة يمكن معالجته بالمتوفر ولم يكن يتملكه الخوف من نتائج نيابة الرئاسة … التعب كان باديا على وجه مارتينوس لكنه متكيء بطبيعة الحال على بعض رؤساء البلديات الصديقة والتي ساهم بنجاحها وأعطاها سلفا من جهده ومن “عدّته” تمهيدا لهذه المنازلة في سرايا جبيل .
من جديد وبصورة أشرس إتحد الحواط ومارتينوس في معركة شبه واضحة إن لم يكن أكثر بغية “القضاء” على نفوذ رئيس لقاء سيدة الجبل في جبيل مع إطلالة نافرة ومتضامنة لبعض المرجعيات المسيحية الكبرى من حزبية وشبه رسمية … والجميع يريد رأس فارس سعيد دون إيضاح المقصد النهائي لنتيجة هذه المعركة المزدوجة !! وهي لا تقدم ولا تؤخر في المسار المسيحي العام المنهك ، صحيح أن الدكتور سعيّد “حكيم” وشاطر إنما ثمة حكيم اّخر إنتظره على كوع “المشنقة” حيث كان القرار النهائي بإسقاط سعيّد رافقها زيارات شبه يومية للحواط الى معراب تمهيدا “للزيارة” المرتقبة الى المقر العام للقوات … وهي “عادة” غير مستحبة للقوات وغيرها من الاحزاب لإستدعاء طلب الولاء أو تقديمه لصاحب الدار خصوصا وأن “الموجة” حاليا هي قواتية ، مع لعلم أن مارتينوس مع” إمكانياته” المنظورة والمخفية قادر أن يزور الجميع وصولا لى ما تبقى من حزب النجادة لكنه “مديون ” للقوات في معركته لداخلية في قرطبا ولا يستطيع السير وحيدا في ليل الازمات الاّتية ، وكان على مارتينوس أن يعلن أنه مستقل دون دفع “الجزية” للقوات وما الذي أجبره على هذا الفعل سوى أنه وعد الحواط بالمزيد من الاصوات في قرطبا بعد حوالي سنة من الزمن .
وليكتمل النقل بالزعرور : ردة “الإجر” هذه من قبل مارتينوس لسعيّد لم تكن بقرار اّحادي منه وهو غير قادر على خوض معركة بهذا السلاح الذي تم استعماله منفردا وبهذا القدر من الشدة وهو معروف بقلة كلامه مع تسجيل قوته الذاتية التي كان من الممكن إظهارها دون الاستعانة “بالجيران” بعد أربع دورات من رئاسته للاتحاد وينسجم معها عمل متوسط العلامات في الاّداء ليس في قرطبا المكتفية إنما في بلاد جبيل على العموم ، وإستجمع الحواط ومارتينوس كل العّدة التي تم إرشادهما اليها من وراء الستارة ، ولا يمكن القول حسب بعض الخبثاء أن الرجلان مجرد “كومبارس “لواجهة أوسع تتعلق بحرب “الإتحادات” التي تم إطلاقها منذ ما قبل الانتخابات البلدية دون معرفة أسرار هذه الهجمة ، مع العلم أن الانتخابات النيابية قانونها مغاير بشكل كلي ولا يمكن البناء عليها إنما البغض والكراهية والحقد متمكنة في المجتمع المسيحي ولا يمكن أن تزال بلمح البصر !!
وفي هذه الحلقة الاولى لن نستعرض كيف تمت عملية توزيع الاصوات تمهيدا للحلقة التالية ، إنما كانت الصورة واضحة لحرب نيابة الرئاسة التي طغت بغبارها على الرئاسة الاولى في الاتحاد ، إصطف سعيّد والتيار الحر الى جانب خالد صدقة الذي لم يعد “يستحمله” مارتينوس في الاتحاد فكانت المساهمة الثلاثية بين القوات ومارتينوس والحواط في إسقاطه مع أنه خاض معركة متكافئة الى حد كبير ، وما تمت ملاحظته من خلال دورتي الانتخاب لنائب الرئيس كانت الدورة الاولى له وزناته مقبولة… وهنا حدثت “اللعبة” (ولا نريد ذكر أدواتها) من أجل العمل على تحجيم صدقة ولعبت ” الأدوات” المعتادة لجلب الاصوات لصالح الدكتور بشير الياس الذي أصبح الاّن يحمل ثلاثة ألقاب : منسق القوات في جبيل ، رئيس بلدية القطارة ، ونائب رئيس إتحاد البلديات بالاضافة الى كونه طبيب جراح يعمل الى جانب الفقراء والمعوزين .
وكان ترشيح رئيس بلدية عمشيت الدكتور جوزف الخوري مجرد بالون إختبار تم دفعه الى هذا الخيار لكنه ما لبث عند التعداد أن عاد الى مقاعد البلدية في عمشيت ، ومن أبرز ما تم تسجيله هذا الرقي في إدارة العملية الانتخابية من قبل القائممقام نتالي مرعي حيث لم يسجل أي اعتراض يذكر بل خرج الجميع مع علامات الرضى والنجاح فيما القسم الاخر بانت على وجهه علامات سوداء يمكن إتلافها بعد العض من الزمن وتبويس اللحى !؟
موقع “الجريدة نيوز” … الكاتب : رئيس التحرير عيسى بو عيسى