التمديد لـ”اليونيفل”: الصين تستنفر وتعرض التمويل

لا يزال المسؤولون في لبنان منشغلين في الأنباء عن محاولات العدو الإسرائيلي تعقيد عملية التجديد لقوات الطوارئ الدولية لعام جديد.

وبينما استمرت الاتصالات على صعد أمنية وعسكرية وسياسية من أجل احتواء المشاكل التي تزيد وتيرتها بين قوات الطوارئ الدولية وأهالي القرى الجنوبية، تكثّف الدول المنخرطة في «اليونيفل» حراكها الدبلوماسي مع اقتراب موعد التجديد لمهمتها في نهاية آب المقبل. وفيما استأثرت أوروبا سابقاً بتوجيه بوصلتها، دخلت الصين على خط نادي المؤثّرين، مطالبة بتولّيها مراكز قيادية في «اليونيفل».

وبحسب المعلومات، فإن أي أوراق رسمية لم توضع بين يدي الجهات المعنية حول الاقتراحات الصينية، لكنّ التسريبات جاءت من مصادر القوة الصينية في الجنوب.

ويجري الحديث عن مساعي بكين، لاستغلال الأزمة المالية في موازنة القوات الدولية، من أجل عرض توفير تمويل إضافي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان، لتعويض أي نقص ينتج من قرار أميركي بتقليص دعم المنظمة الدولية.

لكنّ الصين، تطالب في المقابل، بأن يتم تعزيز دورها في القوة المنتشرة في لبنان. وتردّد أن الصين طالبت بدور قيادي في بحرية «اليونيفل» إذا كان الأمر متعذّراً في قيادة الأركان والعمليات.

وتشير المعلومات إلى أن الصين تعرض إرسال قطع بحرية متطورة إلى سواحل لبنان، مصحوبة بمنظومة من المُسيّرات الاستطلاعية والرادارات التي تعزّز الدور الرقابي للقوات الدولية.

كما أشارت المعلومات إلى أن الصين مستعدّة لتعزيز قواتها التي تتشكّل من حوالي 500 جندي ينتشرون بين القطاعين الغربي والشرقي ويضطلعون بمهام لوجستية وطبية وإنسانية، علماً أن مشاركة الصين في «اليونيفل» بدأت عام 2008 من خلال فرق تخصّصت بشكل رئيسي في نزع الألغام ومعالجة الحروق. ولدى الكتيبة ثلاثة مراكز في الحنية وشمع وإبل السقي.

لكن يبدو أن الصين تواجه معارضة كبيرة، مصدرها الرئيسي الولايات المتحدة الأميركية، مع استنفار فرنسي وإيطالي وإسباني وألماني معارض بقوة لتعزيز الحضور الصيني في القوات الدولية.

مع الإشارة إلى أنه، منذ تعزيز القوات الدولية إثر العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، تداورت كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا على منصب قائد اليونيفل، باستثناء ولاية وحيدة أعطيت لإيرلندا. فيما استأثرت فرنسا بقيادة الأركان.

وبرغم عدم مشاركة أميركا في «اليونيفل»، لكنها تملك نفوذاً بالغاً من خلال تأثيرها في مجلس الأمن الدولي على قرارات ومهمات حفظ السلام. وبرغم مساهمة روسيا والصين في «اليونيفل»، لكن دون تولي أي منصب قيادي مؤثّر.

حتى إن إسرائيل وأميركا وحلفاءَهما عارضوا تولي شخصية مدنية روسية منصباً متقدماً في الشؤون السياسية قبل سنوات.

اترك تعليق