روزنامة لبنانية إصلاحية بدعم الصندوق تسابق تطورات أيلول

مع إنجاز سلسلة خطوات اصلاحية وادارية ووطنية، لاقت ترحيباً واسعاً من اللجنة الخماسية العربية – الدولية، والمؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، تتجه الأنظار الى الحركة اللبنانية في الخارج، بدءاً، من المشاركة في القمة العربية – الاسلامية، في الدوحة يومي الاحد والاثنين المقبلين، والتي يمثل لبنان فيها الرئيس جوزف عون، قبل ان يتوجه في بحر الاسبوع الطالع الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، ويلقي كلمة لبنان لتأكيد حقه بتحرير ارضه وأسراه، وإلزام اسرائيل بالانسحاب من النقاط الخمس ووقف الاعتداءات اليومية والالتزام بما تضمنه اتفاق وقف النار، في 27 ت2 (2024)، والذي وقعته اسرائيل ولم تنفذه.

ووضع مجلس الوزراء، في جلسته امس اجندة محددة، تتعلق بنظام الاصلاحات المالية الواجب انجازها كمشروع قانون الفجوة المالية وغيرها:

1 – حدَّد الرئيس جوزف عون خلال الجلسة الاسبوع الاخير من ايلول الجاري لإقرار مشروع قانون موازنة العام 2026، واحالته الى مجلس النواب ضمن المهلة الدستورية اي قبل 3 ت1 المقبل.

2 – كما اعلن الرئيس عون عن العمل على انجاز مشروع قانون الفجوة المالية خلال الشهر الحالي، وإحالته الى مجلس النواب لإقراره.

3 – استشف الرئيس نواف سلام، بعد لقاء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ان المؤتمر المخصص لدعم الجيش قد يعقد خلال الشهر المقبل.

4 – زيارة وفد من صندوق النقد الدولي الى لبنان خلال الشهر الجاري، مع دعوة ملحَّة للمسؤولين بتحقيق اصلاح شامل، مع التأكيد على ان المناقشات مستمرة بخصوص القطاع المالي في لبنان وحل المشكلات جزء مهم من برنامج الاصلاح.

جولة لودريان

وسط ذلك، أنهى لودريان امس، زيارته الى لبنان بعد جولة على الرؤساء، اكد فيها استمرار الدعم الفرنسي للبنان، فيما انجز مجلس الوزراء خطوة جديدة في مسار عملية الاصلاح والتعيينات، فأقر تعيين رئيس واعضاء الهيئة الناظمة للكهرباء بعد 23 سنة على قرار انشائها، والهيئة الناظمة لقطاع الاتصالات. كما أقرّ الترخيص لشركة ستارلينك لتقديم خدمات توزيع الانترنت على كامل الأراضي اللبنانية عبر الأقمار الاصطناعية المشغلة من قبل شركة Space X.. وارجأ البت بتعيينات مدير عام واعضاء المجلس الاعلى للجمارك (12عضواً) الى الجلسة المقبلة، وتردد ان السبب هو خلاف على الاسم الماروني في المجلس الاعلى.

وافادت المعلومات ان لودريان جاء الى بيروت من السعودية حيث التقى الامير يزيد بن فرحان مساعد وزير الخارجية، وبحث معه بشكل خاص موضوع مؤتمري دعم لبنان والجيش. واكد للمسؤولين اللبنانيين ان مؤتمر دعم الجيش سيعقد خلال الشهرين المقبلين بدعم سعودي واميركي «غير مشروط»، بدأت مؤشراته بإعلان الكونغرس الاميركي امس تخصيص «مساعدات امنية» للجيش اللبناني بقيمة 14 مليون ونصف مليون دولار تليها لاحقا دفعية بقيمة 190 مليوناً.

اما مؤتمر تعافي لبنان واعادة الاعمار فهو مرتبط بتنفيذ موضوع حصر السلاح بيد الدولة، وكل الاصلاحات، والاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يعقد اجتماعاته السنوية في الخريف المقبل، وسيشارك لبنان فيه في تشرين الاول. فيما يصل الى بيروت وفد من الصندوق في 22 ايلول الحالي للقاء الوزراء والمسؤولين المعنيين بالاصلاحات.

واستهل لودريان جولته لبنانياً من بعبدا، حيث اعرب له رئيس الجمهورية عن امتنانه للدور الذي يلعبه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في التحضير لعقد مؤتمرين لدعم الجيش اللبناني، وإعادة الاعمار. وابلغ لودريان ان لبنان ماضٍ في انجاز الإصلاحات الاقتصادية والمالية ليس فقط لانه مطلب دولي، بل لقناعة لبنانية راسخة بأن هذه الإصلاحات تشكل مدخلا أساسيا لعملية النهوض الاقتصادي.

واكد الرئيس عون للوزير لودريان خلال الاجتماع الذي حضره السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو، ان الحكومة تعمل على انجاز مشروع قانون الفجوة المالية خلال شهر أيلول الجاري واحالته الى مجلس النواب لدرسه واقراره، وذلك بعد صدور قانون السرية المصرفية وإعادة تنظيم المصارف وغيرها من الإجراءات والتدابير.

وأشار الرئيس عون الى ان الجيش يواصل تطبيق الخطة الأمنية بدءًا من منطقة جنوب الليطاني لسحب كل المظاهر المسلحة من جميع الأطراف اللبنانيين والفلسطينيين، لكن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لعدد من الأراضي اللبنانية يحول دون استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الدولية. وقال ان لبنان طالب مرات عدة بإلزام إسرائيل بالتقيد بالاتفاق الذي أعلن في 27 تشرين ، الا ان كل الدعوات لم تلقَ أي تجاوب من الجانب الإسرائيلي الذي يواصل اعتداءاته على لبنان، ولم يُعِد حتى الساعة أياً من الاسرى اللبنانيين، ولم يلتزم تطبيق القرار 1701.

واكد الرئيس عون ان أي ضغط فرنسي او أميركي على إسرائيل للتجاوب مع إرادة المجتمع الدولي بوقف الاعمال العدائية ضد لبنان، سوف يساعد على استكمال الخطة الأمنية التي وضعها الجيش ورحب بها مجلس الوزراء الأسبوع الماضي. ولفت رئيس الجمهورية الى ان الجيش يواصل عمله على الأراضي كافة وعلى طول الحدود، ويقيم الحواجز ونقاط التفتيش، ولديه أوامر صارمة بمصادرة الأسلحة والذخائر من أي جهة كانت. واكد ان التماسك والتضامن بين اللبنانيين ثابتة لا جدال فيها ولا خوف عليها، وان التباين في وجهات النظر حيال بعض القضايا السياسية امر طبيعي في النظم الديمقراطية.

وكان لودريان نقل الى الرئيس عون تحيات ماكرون وتأكيده استمرار الدعم الفرنسي للبنان في المجالات كافة، لاسيما بالنسبة الى العمل لانعقاد مؤتمرين دوليين، الأول لدعم الجيش اللبناني والثاني لدعم الاقتصاد وإعادة الاعمار. واطلع الوزير لودريان رئيس الجمهورية على نتائج الاتصالات المشجعة التي اجراها في المملكة العربية السعودية اول من امس، لافتا الى ان الإجراءات التي اتخذها لبنان في 5 آب و 5 ايلول، ومنها الخطة التي وضعها الجيش لتحقيق حصرية السلاح، وكذلك اصدار قوانين إصلاحية في المجالين الاقتصادي والمالي، شكلت خطوات إيجابية من شأنها ان تساعد في زيادة الدعم الخارجي للبنان في المجالات كافة.

بعدها، توجه لودريان والوفد المرافق الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم زار السراي الحكومي حيث استقبله رئيس الحكومة نواف سلام الذي أطلعه على الوضع العام في لبنان بعد القرارات الحكومية الأخيرة لجهة حصر السلاح بيد الدولة، مؤكداً أنّ هذا المسار أصبح خيارًا وطنيًا لا عودة عنه. كما عرض الرئيس سلام أولويات عمل الحكومة في المرحلة المقبلة، محدِّداً ثلاث محطات أساسية تشكّل ركائز في هذا المسار: مؤتمر إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي لتعبئة الموارد اللازمة للبنى التحتية والمساكن وتحريك عجلة الاقتصاد. مؤتمر دعم الجيش اللبناني لتأمين التمويل والقدرات اللوجستية والعتاد، بما يمكّنه من تعزيز الاستقرار وبسط سلطة الدولة. ومؤتمر «بيروت 1» للاستثمار لفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات وترسيخ ثقة المجتمع الدولي بلبنان.

وشدّد الرئيس سلام على أنّ هذه المحطات مترابطة وتكمل بعضها بعضًا، إذ لا يمكن تحقيق النهوض الاقتصادي من دون الاستقرار الأمني، ولا ترسيخ الاستقرار من دون مؤسسات قوية وبيئة استثمارية جاذبة، مؤكّدًا أنّ إنجاح هذه المسارات الثلاثة يتطلّب دعم فرنسا، إلى جانب الأصدقاء العرب والدوليين.

وافيد ان لودريان التقى مساء أمس في قصر الصنوبر عدداً من الشخصيات السياسية والاقتصادية ووزيري المال ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط.

اترك تعليق