أورتاغوس عائدة… ومساع لإقناع الحزب

في الوقت الذي كانت تختتم فيه القمة الإسلامية الاستثنائية في العاصمة القطرية الدوحة للردّ على العدوان الإسرائيلي على قطر، كان بنيامين نتنياهو يعطي أوامره لجيش الاحتلال ببدء العملية البرية لاجتياح مدينة غزة. كان ذلك عملياً هو الردّ الإسرائيلي الفعلي على القمة، من خلال تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي مضيّه قدماً في معاركه العسكرية، من دون الافساح في المجال أمام أي وساطة أو مبادرة لوقف إطلاق النار. خيار نتنياهو هو الحرب المفتوحة، وهو ما سيواصله في جبهات عديدة، كما يقول، إذ لم تكد تمضي ساعات على انتهاء القمة، حتى شنت الطائرات الإسرائيلية غارة على منطقة سكنية في محيط مدينة النبطية في جنوب لبنان، وبعدها جاءت التحذيرات الإسرائيلية لإخلاء ميناء الحديدة في اليمن.

أراد لبنان للقمة الإسلامية في الدوحة ان تشكل درعاً حمائياً له في مواجهة التصعيد الإسرائيلي عسكرياً، ومواصلة الضغوط أمنياً وسياسياً بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية. شكلت القمة فرصة كي يتمكن لبنان من استعادة توازنه في مواجهة الضغوط، لعلّه يتم الوصول إلى صيغة تفرض على الأميركيين وقف الحرب الإسرائيلية ومنع تصاعد وتيرتها واتساع أفقها، إلا أن نتنياهو اختار رداً مختلفاً. ردّ يجعل مختلف الدول العربية تستشعر المزيد من المخاطر، إما من خلال مواصلة إسرائيل تنفيذ عمليات اغتيال، أو من خلال مواصلة العمليات العسكرية. ذلك يدفع لبنان للتخوف أكثر مما يحضر له الإسرائيليون، لا سيما أنه قبل أيام قال المسؤولون الإسرائيليون إنهم سيواصلون الحرب ضد حزب الله والحوثيين بعد إنهاء الحرب في غزة، وهذا يعني أن ثمة استعداداً إسرائيلياً للدخول في جولة قتال جديدة ضد لبنان.

اترك تعليق