جبيل … يا جبيل : المطلوب واحد (الحلقة الاولى) عيسى بو عيسى

بالفعل في جبيل المطلوب واحد … عجق وخفق وزيارات ومباراة تمهيدية وتفعيل فعل النكاية وهو جلجلة مستدامة إنما ليس على أيدي اليهود !! ووضعت النكاية في مرجل الحرارة القصوى ،احزاب النكايات وهي الاكثر شعبية في المناطق المسيحية كلها وليس في جبيل فقط … فيما واقع الحال وبعيدا عن “أكل الشاورما” التي وصلت رائحتها الى قرنة الروم وبلدة هابيل وسباق الاخوة في عمليات الضيافة وكأن ملء الطاولات بالمطيبات يولد نتائج انتخابية ، ولنفترض أن اللقاءات الجارية وقعت تحت “مسمى” التثقيف الانتخابي والسياسي وحشد الهمم دون تقديم ما طاب ولذ ، فهل بالإمكان جمع العشرات من الناس أو الوصول الى عدّاد المئة مواطن !؟ من المؤكد حسب المشاهدات العينية أن “ترويسة” الغداء تتربع في مطلع كل دعوة .

فيما أهل الوطن من الشيعة والسنة والدروز “نيام” … فجأة تم ضرب “البرزان” في جبيل ! شو القصة .. شو صار ؟وأي خطر يتهدد وجود المسيحيين !! القصة في بلاد جبيل وتحديدا في الشطيب الشمالي وأول ما تم سماع صوته بعد تخريجة من مدينة جبيل بالذات أطاحت بالمهندس جان جبران وجاءت بالمهندس ربيع خليفة وللصدفة هو إبن عمته للنائب زياد الحواط والشخصيتان لهما باع طويل في وزارة الطاقة … وسمع صدى البرزان نفسه في شامات وبيت حبّاق وتمت عملية إستنفار لكل من المحامي وديع عقل والمهندس جبران فوصل الدعم على مستوى عال من الرئيس ميشال عون والمهندس جبران باسيل على خلفية “الاستهداف” التي تطال التيار الوطني الحر ورموزه من الكازينو الى الطاقة وصولا الى محافظة الشمال … ولم يكن كل من جبران وعقل بحاجة الى “توليعة” معينة فهما في الاساس متناحران انتخابيا وسط سباق تجميع الحواصل ليتم إعتماد أي منهما لترشيحه عن المقعد النيابي مع العلم أن “الولاية” سوف تحط في النهاية في ساحل جبيل ، فالرجلان من منطقة الوسط وإذا تم ضم الاعلامي أنطوان قسطنطين اليهما تصبح السيبة عاجزة عن الأحمال، فالمهندس جبران إذا قيل أنه مغدور وظيفيا يستطيع جمع بعض الاصوات على هذا الامر ، وجبران لديه سنديانة عتيقة أمام منزله وشاطر في ملفاته ، إنما عليه وفق هذا القانون النسبي أن يقلّع على الاقل بألفين وخمسماية صوت وهذا الرقم موجود لدى مقرب من التيار في الساحل بشكل حتمي ، ومع الحاصل الكبير في دائرة كسروان- جبيل يلزم جبران جهدا كبيرا لتأمينه ، أما المحامي عقل ومع أنه يتحدث بلباقة وبكثرة لكن الكلام شيء وتأمين الاصوات أمر مغاير ، اما فتح الملفات من قبله للمفترسين في الدولة وتبين أن الناس بغير حاجة لاموالهم في المصارف ولا لفضح التهريب والسرقة !! ، فالدولة تسير بعكس المحاسبة والناس أصبحت مخدّرة وعملية إيقاظها تستلزم أكثر من مئة عام ، بالاضافة الى ما تقدم يبقى عقل الذي “يكتّر” حكي كما قال أحد الحاضرين لي (وكاتب هذه السطور لم يكن يوما مدعوا الى اي لقاء ) يلزمه الكثير من الفعل على الارض مع رفيقه المهندس جبران طبعا بمساعدة النيار الوطني الحر وما زرعه كل منهما .

اما في قرطبا فالوزير جبران باسيل الذي زارها يبدو أنه ارتكب خطأ بروتوكوليا بعدم زيارة النائب السابق فارس سعيد دون الدخول في التفاصيل ، ويبدو أن الامر يتعلق حصرا بمرشحي التيار وحتى القوات أنفسهم يخشون التعامل مع سعيد لإعتقادهم أن ترويضه أمر مستعصي وارسال التصاريح اليه عبر “الواتساب” غير مقبول من قبله ، إلا إذا كان رئيس البلدية ورئيس الاتحاد فادي مارتينوس قد عمل على التعويض بحضوره لقاءات باسيل .

في المقابل استنفر الفريق الاّخر وجيء بوزير الطاقة بالذات المعني بعزل جان جبران الى جبيل ايضا تحت مسمى “تظبيط” المياه مما يعني أن جبران وفق هذه الزيارة كان غير مؤهل وفق ما يتحدث هؤلاء !!، لكن في نظرة سريعة على تحرك الوزير جو صدّي يتبين أنها بدورها كانت تستمع الى “البرزان” نفسه ولو بالواسطة … وتمت عملية وشوشته (يجب ان تقوم يزيارة الى جبيل فالرئيس عون وجبران باسيل ) منتشران في المنطقة … جاء الصدي مسرعا لخمس دقائق الى بلدية نهر ابراهيم منتعلا حذاء رياضيا مما يسهل سرعة توزيع جولته من النهر الى إتحاد البلديات وحضور رؤساء البلديات ولولا صلاة سمير عساكر على نيتهم خلال القداس داعيا لهم بالتوفيق في مهامهم لما استطاعوا الاقلاع في مهامهم وكان ليصل الامر بهم الى التهلكة والدعاء ” دا حلمنا طول عمرنا” !! وفي الاتحاد تم جمع رهط من القواتيين إبتداء من نائب رئيس الاتحاد بشير الياس الى منسق المنطقة وعدد من المسؤولين .. والى بلدية جبيل كزيارة غب الطلب ومنزل النائب زياد الحواط ثم الى مار شربل فبلدية العاقورة ورئيس بلديتها المقرب من القوات وأقيمت له الذبائح …. فيما لم يزر الوزير محطة التكرير في جبيل المتوقفة عن العمل ووعد فعليا بالمعالجة في اقرب وقت ، ومحطة نهر ابراهيم لتكرير المياه أو بعض المنشاّت التابعة له في المنطقة … لكن ثمة تساؤلات حول جدوى وجدول الزيارة فهو وزير مؤتمن على الموارد المائية والكهربائية بالرغم من زيارته لشركة باسيل لتوزيع الكهرباء حيث طرح مشروع تعاون يمكن إذا ما اسعفه الوقت قبل رحيل الحكومة على ملامسة هذا الموضوع .

جبيل يا جبيل المطلوب واحد :
1 – لا يوجد في جبيل حتى الساعة مرفق صحي حكومي يستقبل أصحاب الحاجة للطبابة ، فيما لو تم القاء نظرة على مدفوعات المعارك البلدية الاخيرة وهي بملايين الدولارات من ميفوق الى عمشيت ومن العاقورة وقرطبا حتى نهر ابراهيم يتبين أن ربع هذه المبالغ باستطاعته تحريك وتفعيل المركز الصحي في قرطبا وجعله على الاقل في مستوى مستسفى تنورين الذائع الصيت … ولماذا مركز قرطبا شبه ميت وتنورين تحولت الى مستشفى ؟

2- على أبواب المدارس يعي جميع أهل الرأي ان المدارس الرسمية تتم ادارتها وكأن بنيانها قد أنشيء للنازحين السوريين فيما المدارس الخاصة تتولى ادارة مؤسسة مالية أو شركة لجمع الاموال ، وهل تم سماع نائب ينتقد المدارس الخاصة أو هل يتجرأ ؟
3 – طرقات المنطقة وبعيدا عن سباق الضرب على الصدور بين النواب لجعلها إنجازا لكل منهم تبقى غير صالحة على الاطلاق لسير السيارات وهي بالكاد تم ترقيعها !!

4 – وإذا قيل أن هذه من واجبات الدولة ومؤسساتها وهي لم تكن يوما من إختصاصها سوى بعد توسلات النواب حيث تم حصر وظيفة النيابة “بالتوسل” للوزراء الذين منذ وزير الاقتصاد فيكتور قصير (1986) لم يستطيعوا ضبط الاسعار … فكيف سيديرون شؤون الناس والعباد ؟ هل بالوعود والوعود ، ألم يقرف اهل المنطقة من هذه “التعويذة” ، وعلى سبيل المثال هل يعلم السادة النواب في جبيل (عدا عن فارس سعيد) ىأن زفت طريق قرطبا ما زال منذ ايام الراحل الشيخ رشيد الخازن أي اوائل السبعينات لم تطله أي يد أخرى، وهل يعلمون أن شباب من جبيل وغيرها يموتون عليها وهي غير مضاءة وبمثابة “زحليطة” من فتري الى اول نهر ابراهيم … يبدو أن معظم السكان على جانبي الطريق هم من غير المقترعين في جبيل … حسنا فليموتوا !؟

5 – اما الادارات الرسمية ومبنى القائمقامية في جبيل فهو شبه منهار ولولا عناية المهندس فرنسوا باسيل ومساعدته لكان القاضي يصدر أحكامه من هذه السرايا على طريقة “أصابيع البوبو يا خيار ” بفعل قرب المحاكم القديمة من الباعة المتجولين .

يعني ، في جبيل كيفما ضربت يدك تصيب ، وهذه بديهيات صغيرة أمام ما تعانيه المنطقة في كافة المرافق والاهم السؤال عن هذا الكره المستأصل في نفوس الناس ، وهذا التمترس بالقوة وراء بعض الزعماء والاستزلام المجاني لمفاهيم لم تتم قراءتها ، المهم أن تكون عوني كي يلعنك القواتي وأن تكون قواتيا كي يكرهك العوني … شيء عجيبب ومريب في مجتمع بالكاد يستطيع البقاء في بلاده يستجمع قواه لقتال أخيه دون سؤال … طبعا المسألة متجذرة منذ منتصف الثمانينات ولا يريد حسب الواقع أي فريق ان يخفف على الاقل من وهج حريقها ليصح قول كبيرنا رامز نجيب باسيل ،: يهتم المسيحيون باليمن واوكرانيا وغزة … وبالكاد يجمعون قوتهم اليومي !!!!

الحلقة الاولى أما الثانية عن جونية _ موقع الجريدة نيوز الاخباري

اترك تعليق