بقيت جلسة مجلس الوزراء الاثنين الفائت مدار بحث ونقطة تواصل بين المعنيين، من دون أن تشكّل مادة سجاليّة دسمة على غرار ما سبقها من أجواء وكباش سياسي حاد بين «حزب الله» ورئيس الحكومة نواف سلام.
وكشف مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»، انّ ما عمل عليه رئيس الجمهورية من مخرج قبيل الجلسة لتنفيس الاحتقان، هو أن يُرحّل بند سحب العلم والخبر لجمعية «رسالات» إلى ما بعد انتهاء التحقيق، مع استبعاد ورفض مطلق للتصويت عليه. ونقل رغبته هذه إلى الرئيس سلام قبيل انعقاد الجلسة منعاً لتفجير لغم جديد بين الحكومة و»حزب الله». وقد أوحى سلام بإيجابية حيال هذا الأمر، ومن هنا تراجع داخل الجلسة عن إصراره على مناقشة الموضوع بنداً اول في جدول الأعمال، إلّا انّه وعند الوصول إلى البندين المتعلقين بإضاءة صخرة الروشة ومخالفة جمعية «رسالات» للترخيص، أجرى سلام «بروفا» تصويت استخدمها نقطة لمصلحته ليقول: «إنني كنت قادراً على فعلها لكنني سأتراجع خطوة إلى الوراء لمصلحة تبريد الأجواء». واكّد المصدر «انّ تصرّف سلام الذي لم يفاجئ الرئيس عون بهذه الجزئية، كونه اصبح يتوقع أي شيء منه، لا مبرّر له سوى أنّ طبعه غلاّب، والقصة من الأساس تمّ تكبيرها اكثر من اللازم». وأشار المصدر إلى انّ هذه القضية ستنطفئ تدريجاً… ليعود الوهج إلى حصرية السلاح، وإلى الكباش المستجد بين الحكومة ومجلس النواب حول ملف قانون الانتخاب».
منحى تسووي
وقال مصدر مطلع لـ«الجمهورية»، إنّ «جلسة مجلس الوزراء الاثنين أسست لمنحى تسووي للوضع السياسي الداخلي، بحيث بدا الجميع حريصاً أولاً على استمرار عمل مجلس الوزراء في شكل طبيعي، وثانياً على الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني، بتجاوز المأزقين اللذين يعنيان «حزب الله» تحديداً: صخرة الروشة ونزع السلاح».
وأضاف المصدر، «أنّ الحلحلة في مسألة الروشة سهلة نسبياً، لأنّ القرار فيها داخلي ويمكن أن يبدأ وينتهي على طاولة مجلس الوزراء. لكن ملف السلاح مرهون بمواقف إسرائيل والولايات المتحدة التي ستتبلور تباعاً، خصوصاً بعد الاجتماع المقرّر عقده بعد اسبوع لهيئة مراقبة وقف النار في الناقورة، ويُنتظر أن تترأسه الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. ففيما الإجماع اللبناني هو اعتبار الفترة الفاصلة عن نهاية السنة هي المهلة المعطاة للجيش حتى ينهي المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح، ثمة ترقّب لما إذا كان الإسرائيليون والأميركيون سيخرجون بتفسير آخر لبرنامج نزع السلاح، واختلاف التفسير مع لبنان ربما ينذر بإشكالات صعبة في المرحلة المقبلة».