تحدثت مصادر سياسية واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية»، عن «احتمالات جدّية لأن تشهد المرحلة المقبلة تزخيماً للمسار السياسي لإنهاء العدوان الإسرائيلي وتفعيل اتفاق وقف الأعمال الحربية المعلن في تشرين الثاني من العام الماضي، على أكثر من خط خارجي في اتجاه لبنان، ملمّحة في هذا السياق إلى ما حمله رئيس المخابرات العامة في مصر اللواء حسن رشاد، من افكار وطروحات يُبنى عليها، وتعكس توجّهاً دولياً تتصدّره مصر بالدرجة الاولى، لترسيخ الأمن والاستقرار على جبهة لبنان. وإلى الأجواء التي سادت اللقاءات التي أجرتها نائبة الموفد الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس، والتي تخالف المناخات الحربية التي جرت ضخّها في الأجواء اللبنانية في الايام القليلة الماضية، وسوّقت لها منصات وقنوات داخلية وخارجية».
ووفق معلومات مشاركين بالاتصالات لـ«الجمهورية»، قولهم «فإنّ ما نقله الموفدون يؤشّر إلى نافذة أمل مفتوحة في أفق الأزمة، يجري العمل حالياً على توسيعها، وتلعب مصر دوراً رئيسياً فيها. وقد اكّدنا في موازاة ذلك على أنّ لا مشكلة في لبنان حيال أي جهد او مسعى يُبذل لوقف العدوان الإسرائيلي، بل هناك مصدر وحيد للمشكلة التي تضرب عرض الحائط باتفاق وقف النار والقرار 1701، ولبنان ملتزم بالاتفاق وبالقرار 1701، ولا يبقى سوى ممارسة ضغط جدّي على إسرائيل لوقف عدوانها وإلزامها بالاتفاق. وقناعتنا انّه لن يتحقق شيء في هذا الإطار ما لم تقم الولايات المتحدة الأميركية بالضغط على إسرائيل، على غرار ما فعلته في اتفاق غزة».
وسألت «الجمهورية» مرجعاً سياسياً حول ما استجد على خط الموفدين فقال: «حتى الآن ما زالت الامور في بداياتها، ولا نستطيع التكهن بما قد يحصل، ولكن وفقاً لما سمعناه، فإنّ الأجواء لا تبعث على القلق».
ورداً على سؤال عن المحادثات مع اورتاغوس، وما تردّد عن طلبها المفاوضات المباشرة بين لبنان وإسرائيل، وكذلك طلبها اتخاذ الحكومة إجراءات لمنع إعادة «حزب الله» لبناء قدراته، قال المرجع: «حزب الله» ومنذ اعلان اتفاق وقف اطلاق النار لم يطلق ولو رصاصة واحدة تجاه اسرائيل برغم كثافة اعتداءاتها واغتيالاتها، وما هو مطلوب من لبنان يقوم بتنفيذه، خصوصاً في منطقة جنوب الليطاني، وكلّ العالم يثني على أداء الجيش ومهمّته التي ينفّذها بمسؤولية عالية، بالتنسيق الكامل مع قوات «اليونيفيل»، وكل العالم أكان الامم المتحدة او «اليونيفيل» او لجنة «الميكانيزم»، على دراية تامة بأنّ اسرائيل هي التي تعوق مهمّة الجيش وليس اي طرف آخر».
أضاف: «اما في ما خصّ المفاوضات المباشرة، فموقفنا معروف برفضها شكلاً ومضموناً، حيث هناك إطار موجود لمناقشة كل الامور، في لجنة «الميكانيزم» التي تضمّ ضباطاً اميركيين، وضباطاً فرنسيين، وقيادة «اليونيفيل»، وثلاثة ضباط لبنانيين وثلاثة ضباط إسرائيليين، يعني لجنة خماسية تشكّل المكان المناسب لإثارة كل الامور ومعالجتها، وبالتالي لا توجد حاجة لأي اطار آخر».



















