إسرائيل تفصل بين التفاوض وقصف “الحزب”؟!

قال مصدر نيابي لبناني مواكب لحركة المبعوثين الدوليين لـ”الشرق الأوسط”، إنّ “موقف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يعكس رفضاً واضحاً للمفاوضات تحت النار، إذ يضع وقف النار وتثبيته شرطاً مسبقاً لأي مسار تفاوضي، ويرفض تحويل لجنة “الميكانيزم” إلى قناة حوار تعمل تحت القصف”، مشيراً إلى أنّ هذا الموقف، على وضوحه، “لم يُترجم بعد إلى استراتيجية تفاوضية لبنانية متكاملة”.

وأضاف المصدر أنّ “التصعيد العسكري المتواصل يعكس عملياً فشل المسار التفاوضي القائم حتى الآن”، لافتاً إلى أنّ “لبنان يجد نفسه اليوم في موقع المفاوضات تحت النار، وهي معادلة غير منطقية ولا يمكن البناء عليها”.

وأوضح أنّ “اللافت هو إجراء مفاوضات في ظل استمرار القصف الإسرائيلي، من دون أن يمتلك الجانب اللبناني أوراق ضغط فعلية أو تصوراً تفاوضياً واضحاً”، متسائلاً: “ما الذي يحمله لبنان إلى طاولة التفاوض؟ هل هناك استراتيجية محددة؟ وهل الحديث يدور عن تفعيل “الميكانيزم”، أم عن وقف إطلاق النار، أم عن وقف الطلعات الجوية؟”.

وشدّد المصدر على أنّ “غياب الهدف التفاوضي الواضح يجعل من هذا المسار أقرب إلى إدارة أزمة، لا إلى مفاوضات حقيقية”، مؤكداً أنّ “أي تفاوض جدي يحتاج إلى رؤية، وإلى عناصر قوة متبادلة، وهو ما لا يبدو متوافراً حتى الآن”.

ولفت المصدر إلى أنّ “حزب الله” يعتمد في هذه المرحلة سياسة الصمت والتكتم، ولا يعلّق إلا في أطره الرسمية، مذكّراً بأنّ “آخر موقف معلن له، أبدى فيه قبولاً بالترتيبات جنوب الليطاني، مقابل حساسية عالية لأي طرح يتعلق بشمال الليطاني”. ورأى أنّ “ما يجري هو شكل من أشكال الحرب المستمرة بوتيرة مضبوطة”، مضيفاً أنّ “إسرائيل تفصل شكلياً بين التفاوض والتصعيد، لكنها عملياً تستخدم الضغط العسكري لتحسين شروطها السياسية، فيما تبقى المعضلة الأساسية في غياب رؤية لبنانية موحّدة وواضحة”.

اترك تعليق