أسبوعان على انطلاق عملية “طوفان الاقصى”، والعالم كله في حال ترقب وانتظار، فالصورة غير واضحة لما ستقدم عليه “اسرائيل” لرد بعض من اعتبارها، بعد النكسة المعنوية والامنية التي اصيبت بها، رغم ان واقعها العسكري وآلتها العسكرية لم تخدش، رغم قناعة الجميع ان تل ابيب وحلفاءها سيغرقون في مستنقع محور المقاومة “الغزاوي” الذي سيكون من الصعب الخروج منه، خصوصا ان خلايا نائمة لحماس واخواتها لا تزال منتشرة في غلاف غزة وبعض مناطق الـ “48”.
وعلى وقع تسارع دعوات عدد كبير جدا من السفارات العربية والغربية لمواطنيها بوجوب مغادرة لبنان فورا، وفيما كثف رئيس حكومة تصريف الاعمال اتصالاته ولقاءاته الديبلوماسية، لتحييد لبنان عن الصراع، تقدمت المشهد قمة القاهرة للسلام، التي بحثت في حلول واقعية للحرب المحتدمة بين “اسرائيل” وحركة حماس، رغم ان لا آمال كثيرة وكبيرة تعلق على القمة، لكن الاكيد انها قد تفتح كوة في الجدار المسدود، وقد تؤسس لوساطة مستقبلية ما.
وفيما تسود نظرة تشاؤمية الى مسار الاحداث استنادا الى المعلومات والمستجدات من حديث عن وقف التامين الخاص بشركة الميدل ايست، ونقل اسطول طيران الشرق الاوسط الى تركيا، تزامنا مع الحديث عن رفع التأمين على البواخر المتجهة الى لبنان، واول غيث ذلك باخرة محملة بالمازوت، عادت ادراجها خلال الساعات الماضية، في اطار “حصار” ادرجته مصادر متابعة تحت عنوان الاستباقي، وللضغط لعدم دخول لبنان الحرب.
الا انه ازاء هذا الواقع المأزوم، تدور تحت الطاولة اتصالات على اعلى المستويات بين الداخل والخارج للحفاظ على الحد الادنى من مكونات الدولة، حيث علم ان صيغتين للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، حتى عام 2026، قد وضعتا على نار حامية، الاولى، نيابية، والثانية، “محلية قانونية” لا تزال غير مكشوفة المعالم وان كانت تستند الى مواد في قانون الدفاع الوطني.
وتكشف المصادر ان مسؤولا غربيا زار لبنان خلال الساعات الماضية في مهمة انيطت بالسرية، التقى خلالها عددا من الشخصيات السياسية، كشف النقاب عن ان ثمة محاولة في الكواليس لتمرير انتخاب رئيس للجمهورية، قدرت امكان “نفاذها” بالخمسين في المئة، علما ان الفترة المقدرة لا تتعدى نهاية الشهر الحالي، وان شرطها الاساسي عدم احداث تغيير في التوازنات القائمة راهنا، غامزا من قناة ارتباط هذه الخطوة بمدة التمديد “للقائد”.
وتتابع المصادر بان زوار رئيس حكومة تصريف الاعمال ينقلون عنه اجواء ارتياح، دون ان يفصح عما اذا كان ثمة ضمانات دولية تصب في هذا الاتجاه، خصوصا ان لبنان الرسمي الذي تمثله راهنا السراي، قد اعلن صراحة انه ليس حكومة حرب، مشيرا امام زواره الى ان الاجراءات التي طلب الى الادارات اتخاذها، هي وقائية احترازية، مؤكدا ان ملف النزوح السوري لا يزال يتقدم الاولويات، ومن اجل ذلك فان وفدا امنيا-سياسيا سيزور دمشق خلال الايام المقبلة لبحث الاجراءات الممكنة، ملمحا الى ان ثمة “قبة باط” دولية في هذا الاتجاه، و “تغطية” غربية لهذه الخطوة.