عن “موعد” الحوار بين الرئاسة والحزب حول السلاح

لا توقيت رئاسياً لبدء الحوار الثنائي مع «حزب الله» حول ملف السلاح، والموعد وفق ما يجري التداول حوله في أوساط رسمية مؤجّل إلى حين اكتمال ظروفه، علماً أنّ ترجيحات بعض المسؤولين تُقلّل من احتمال حصوله قبل انسحاب إسرائيل من المناطق اللبنانية التي تحتلها، ولاسيما من النقاط الخمس على الحدود الجنوبية.

واللافت في هذا السياق، ما أكّد عليه مسؤول كبير، بقوله لـ«الجمهورية»: «إنّ ملف سلاح «حزب الله» أبعد من لبنان، والضغط الأميركي قديم جديد حوله، وفي الداخل هناك مستعجلون للخلاص من سلاح الحزب، لكن لننتظر ما ستفضي إليه المفاوضات الأميركية- الإيرانية، التي على ضَوء نتائجها ستتحدّد بوصلة التعاطي مع سلاح «حزب الله».

ويبرز في هذا السياق أيضاً، ردّ سفير غربي على سؤال لـ«الجمهورية»، مرجّحاً احتمال وصول واشنطن وطهران إلى اتفاق، لأنّ كلا الطرفَين في حاجة إلى هذا الاتفاق. وأضاف: «بديهي القول إنّ الاتفاق النووي المرتقب، إن تمّ التوصّل إليه كما هو متوقع، فإنّه سيطوي حقبة طويلة من الخلافات والتوترات بين البلدَين، وستكون له ارتدادات إيجابية شاملة سواء بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران بصورة مباشرة، أو على مستوى مناطق نفوذهما، ولبنان بالتأكيد ستشمله هذه الارتدادات، وآمل أن يحصل ذلك على وجه السرعة». وعمّا إذا كانت إسرائيل قادرة على إفشال الاتفاق، فردّ: «أستبعد ذلك».

على خط مواز، نقلت أوساط عين التينة في حديث لـ”الأنباء” الالكترونية أنَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أيّد الحوار بين رئيس الجمهورية وحزب الله، معبراً عن ارتياحه من تمسك عون بمواصفاته وشروطه، الا انه لفت الى ان من المهم الضغط على العدو كي ينفذ ما عليه من التزامات بما يتعلق باتفاق وقف اطلاق النار معتبراً ان حزب الله نفذ المطلوب منه ولا احد يشكك بذلك، اما بالنسبة للعدو فهذه مسؤولية الاميركيين حتماً.

بدوره، نفى الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد جورج نادر في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الكلام المنسوب لرئيس الجمهورية بأنه لن يفاوض حزب الله حول تسليم سلاحه قبل انسحاب اسرائيل من المواقع التي تحتلها في الجنوب، لافتاً الى انه لم يصدر أيّ شيء رسمي بهذا الموضوع.

نادر رأى أن التفاوض مع الحزب منفصل عن موضوع الانسحاب الاسرائيلي، كاشفاً أن تواجد العدو في النقاط الخمس يأتي في سياق الاتفاق مع الحكومة السابقة. وإذ تحدث نادر عن مقايضة يجري التداول بها بين النظام الايراني وأذرع ايران في المنطقة، فالايراني لا يمكن أن يفاوض على نظامه لكنه مستعد لخسارة أذرعه، من هنا يمكن أن نفهم الحديث عن تقدم في المفاوضات، فإذا صحّت المعلومات برأيه فان حزب الله ليس في وضع يسمح له بالتفاوض ووضع الشروط، إذ إنه في حال ذهبت ايران الى اتفاق مع واشنطن فلم يعد هناك راع لهذا الحزب وربما يتحول إلى حزب سياسي وعقائدي اذا لم يصب بعدوى التقسيم ولن يبقى هناك حزب اسمه حزب الله فهو اليوم في أضعف حالاته ولم يعد عنده نقاط قوة.

اترك تعليق