شكلت زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى البقاع، والتي جال فيها على العديد من المعابر الحدودية، الحجر الأساس للشروع في ترسيم الحدود البرية مع سوريا، وضبط عمليات التهريب، ودعم الجيش اللبناني.
وفي خلال الجولة التي شملت المصنع وبعلبك وزحلة ورياق، شدد سلام على أن “المعابر الرسمية هي مرآة السيادة اللبنانية، وانتظام العمل فيها، يشكل خط الدفاع الأول عن الاستقرار الداخلي، ويُعد ضرورة حتمية لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات غير الشرعية”.
مصادر السراي الحكومي كشفت لـ “نداء الوطن” أنّ اللجنة التي تمّ تشكيلها تنفيذاً للاتفاق الذي رعته السعودية بين لبنان وسوريا، ستبدأ اجتماعاتها قريباً جداً من أجل متابعة وضع الحدود بين البلدين وترسيمها.
استعداد فرنسي لتسليم المزيد من الخرائط
وتأكيداً على جدية المساعي الفرنسية في رعاية ملف ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا والذي حضر بقوة في لقاء ماكرون – الشرع، تسلّم وزير الخارجية يوسف رجّي من السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسيّ الخاص بالحدود اللبنانية – السورية. وأتى هذا التسليم بناء على طلب لبنان والوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسيّ للرئيس عون، بتزويد لبنان بهذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البريّة مع سوريا.
مصادر دبلوماسية، أكدت لـ “نداء الوطن”، أن تسلم لبنان للوثائق والخرائط التي تساعد في ترسيم الحدود، تزامن مع تسليم الرئيس ماكرون الرئيس السوري للخرائط ذاتها. وعن أهمية هذه الخرائط، تلفت المصادر إلى أن اللجنة الفنية والتقنية هي التي تقرر مدى أهميتها والأهم أن السفير الفرنسي أبلغ الوزير رجي، استعداد بلاده لفتح الأرشيف لتزويد لبنان بأي خرائط إضافية أو حتى وثائق.
بدورها، ذكرت “المدن” أنه خلال استقباله في زيارته الأولى، فاتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره اللبناني جوزاف عون، في معرض الحديث عن الوضع في الجنوب، وأبلغه بأن الجيش الفرنسي يملك خرائط للبنان وسوريا تعود إلى زمن الانتداب، توضح حقيقة الحدود المشتركة بينهما، وصولًا إلى مزارع شبعا. وقد طلب لبنان الاطلاع على هذه الخرائط، وطلب مساعدة فرنسا في ترسيم الحدود البرية، ما من شأنه أن ينهي مشكلة الحدود في شبعا. تركز الحديث في حينه على الحدود البرية، ربطًا بوضعية مزارع شبعا وعمليات حزب الله، أما الترسيم البحري، فقصته أكبر، وتفاصيله وتعقيداته مختلفة.
تلك المزارع التي شملها قرار مجلس الأمن الذي أنهى الحرب عام 1973، مما جعل إسرائيل تعتبرها سورية. يسعى لبنان إلى سحب ذريعة “المزارع” من يد إسرائيل، في حين تسعى فرنسا إلى لعب دور في المنطقة، مستبقة وصول ترامب إليها.
فرنسا، التي استقبلت الرئيس السوري أحمد الشرع، عينها على دور في سوريا، والاستثمار في مرافقها، وبعد ساعات من استقباله، أرسلت خرائط الحدود المشتركة إلى لبنان كخطوة أولى على طريق الشراكة في ترتيب العلاقات والترسيم البري مع سوريا، والبحري لاحقًا بين سوريا ولبنان وقبرص.
تحرك بقوة دفع أميركية
ولا يستبعد البعض أن يكون ماكرون قد تحرّك بطلب أميركي-إسرائيلي تمهيدًا لدفع الشرع إلى توقيع السلام، مع تنامي الحديث عن تقسيم سوريا إلى ثلاث دول: الساحل للعلويين، الحدود مع سوريا للدروز، ودمشق حتى منطقة الأكراد للسنّة.
ولا يمكن لهذا الخبر أن يمر مرور الكرام. وتفاصيله، بحسب ما أُعلن، تقول إن سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو سلّم وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاصة بالحدود اللبنانية-السورية، وذلك بناءً على طلب لبنان، وتنفيذًا للوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال زيارته الأخيرة إلى باريس، بتزويد لبنان بهذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البرية مع سوريا.