انتخابات الشمال معارك “بلديات” والعين على “الاتحادات”

إذا كانت هناك من عناوين يمكن أن تُعطى للانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال، فهي: الاتحادات، ارتفاع نسب الاقتراع في بعض المدن والبلدات والقرى، في مقابل تدني مستوياتها في مدن وبلدات وقرى أخرى، الخروقات والإشكالات والمال الانتخابي.

بالنسبة إلى العنوان الأول، يمكن اعتبار أن المعركة الحقيقية هي معركة اتحادات، التي تتوارى خلف البلديات، فالأحزاب والتيارات خاضت عملياً معركة الاتحادات أكثر مما خاضت معركة البلديات، وكانت الأسئلة التي طُرِحَت طوال النهار الانتخابي أمس هي: مَن سيفوز برئاسات اتحادات البترون وزغرتا وبشري؟

المعركة عند المسيحيين

بهذا المعنى، كانت المعركة “عند المسيحيين”، إذا صحَّ التعبير، فأقضية البترون وبشري وزغرتا هي مسيحية بامتياز، وقد خاضت القوى المسيحية هذه المعارك على هذا الأساس.

ومنذ أمس بدأت تتشكَّل خارطة “القوى البلدية” ذات الطابع السياسي، فبعد اتحادات بلديات المتن الشمالي وكسروان وجبيل، هناك اتحادات بلديات البترون وبشري وزغرتا، هذا التكتل البلدي يمكن أن يشكِّل “حالة نيابية” ستكون لها انعكاساتها على الانتخابات النيابية في مثل هذا الشهر من السنة المقبلة.

تفاوت نِسَب الاقتراع

العنوان الثاني هو التفاوت في نسب الاقتراع بين بلدة وبلدة، ففي بعض البلدات وصلت نسبة المقترعين إلى أكثر من 71 في المئة، في مقابل ضعف النِسَب في مدن وبلدات أخرى، أما الأسباب فمتفاوتة، فارتفاع نِسَب الاقتراع عائدٌ إلى المنافسات السياسية أكثر منها للإنمائية، أما انخفاض نسب المقترعين في بلدات ومدن أخرى فعائد إلى أن تلك المدن والبلدات ليست فيها منافسات سياسية.

خروقات ورشاوى وضحية

العنوان الثالث هو الخروقات والإشكالات والمال الانتخابي، واللافت أن هذا العنوان بدا بالجرم المشهود، سواء لجهة المال أو لجهة الإشكالات، وهذه النسبة جاءت مرتفعة قياساً بالجولة الأولى من الانتخابات في جبل لبنان يوم الأحد الفائت.

وعقب إقفال صناديق الاقتراع، أدى إطلاق النار ابتهاجاً إلى سقوط ضحية من جراء الرصاص الطائش في عكار. وسرعان ما طالب وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار بالتوقف الفوري عن إطلاق النار وأكد أن الأجهزة الأمنية ستعمل بكل جدية وصرامة على تحديد هوية مطلقي النار وملاحقتهم، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.

اترك تعليق