المتن يرفض العودة الى الوصاية الحزبية – ” عيسى بو عيسى “

بعد فشله في اقناع رؤساء البلديات بتغيير مواقفهم، وبعد فشل الضغوط المباشرة التي مارسها على رؤساء بلديات في المتن، وبعد وصوله الى حائط مسدود في “البوانتاج” الذي يعطي الفوز لرئيسة اتحاد بلديات المتن السيدة ميرنا المر، انتقل رئيس حزب الكتائب الى لعب اوراقة الاخيرة معتمداً اسلوب التهويل الاعلامي علّه يبث الشك بثقة بعض رؤساء البلديات من خلال عدم استسلامه للواقع وتسريبه ان مرشحة حزب الكتائب نيكول الجميل تتقدم.
واذ تستغرب مصادر سياسية هجمة حزب الكتائب على اتحاد البلديات، ترى أن سامي الجميل يهدف الى تحقيق أمرين اساسيين: الاول هو شن حرب إلغاء سياسية على بيت المر ، والثاني هو السيطرة على كل البلديات وممارسة سياسة متدرجة تبدأ باخضاع رؤسائها وتنهتي بتعزيز سلطة ألاعضاء الكتائبين في المجالس البلدية بحيث يصبح كل حزبي صاحب الكلمة الفصل والممر الالزامي للخدمات تمهيداً للسيطرة لاحقاً على البلديات.
وتكشف مصادر مطلعة ان السيدة نيكول الجميّل، مرشحة حزب الكتائب، تُقدّم نفسها على أنها “الأوفر حظًا” بفضل حملة ضغط إعلامي، تهدف إلى إيهام الرأي العام بأن المعركة حُسمت سلفًا. لكن الواقع في المتن مختلف تمامًا. فالرأي العام البلدي يرفض هذه المقاربة المبنية على الترهيب المعنوي والوصاية الحزبية، وكل المعطيات تؤكد اتجاه السيدة ميرنا المر الى الفوز.
من صوت الإنماء… إلى صوت المكاتب السياسية؟
الاتحاد البلدي لم يكن يومًا أداة سياسية بيد حزب، بل كان هيئة إنمائية جامعة هدفها خدمة الناس، لا الترويج لشعارات انتخابية. وميرنا المر، الرئيسة الحالية للاتحاد، أثبتت خلال ولايتها أن الإنماء لا يحتاج إلى أيديولوجيا، بل إلى كفاءة وصدق وشراكة.
سجّلها حافل بالمشاريع والخدمات في مختلف البلدات، من دون أي تمييز أو محسوبيات. وقد اختارت دائمًا العمل الصامت بدل الضجيج، والإنجاز بدل الاستعراض، ما جعلها تحظى باحترام فئات واسعة من المتنيين، رؤساء ومواطنين على حد سواء.
الخيار الحقيقي: الاستمرار في الشراكة، لا الوقوع في الاصطفاف
وتختم المصادر: اليوم، يقف رؤساء البلديات أمام خيار واضح: إما العودة إلى زمن “الهيمنة الحزبية” الذي صادر الارادات ودمّر الإدارات، أو التمسّك باتحاد متوازن، مستقل، وشريك حقيقي لكل بلدة من بلدات المتن.
ميرنا المر ليست مرشحة حزب، بل مرشحة الإنماء والاستمرار. أما نيكول الجميل، فليحكم الرؤساء على مشروعها وسجلها، لا على اسمها أو دعم حزبها.
وتضيف المصادر ان اتحاد البلديات ليس منصّة للصراعات، ولا مكانًا لتصفية الحسابات السياسية. هو بيت المتنيين كلهم، وقراره يجب أن يبقى حرًا، نزيهًا، وبعيدًا عن أي وصاية حزبية.

اترك تعليق