كل فترة يعود ملف الخلايا الارهابية النائمة الى الواجهة، وفق التطورات والمستجدات الامنية، وهذه المرّة كانت العودة المخيفة مع تفجير انتحاري لكنيسة مار الياس في دمشق الذي اوقع عدداً من الضحايا والجرحى، وحينها برزت المخاوف والهواجس من تجدّد التهديد الامني في سوريا ولبنان، وسُرّبت معلومات عن إنتشار خلايا ارهابية في بعض المناطق اللبنانية، فتعاملت معها الأجهزة الأمنية بجدّية تامة من خلال المراقبة والإجراءات الاستثنائية، وبطريقة خفية منعاً لزرع الهواجس والمخاوف من ضرب الاستقرار، وسط معلومات عن خطط ينوي هؤلاء تنفيذها تحت عناوين مذهبية لإثارة الفتن الطائفية، لكن ووفق المصادر الامنية فالوضع مضبوط والامن الممسوك، والدليل إكتشاف الخلايا الارهابية خلال الايام القليلة الماضية على يد الاجهزة اللبنانية، التي سجلّت نجاحات كبيرة في هذا الاطار، مع التأكيد انّ هؤلاء تحت المراقبة الشديدة وفي كل المواقع التي يمكن ان يتواجدوا فيها، منعاً لأي تفجير داخلي يخططون له تحت عناوين مختلفة.
ad
ابرز العمليات التي قامت بها الاجهزة الامنية تلك التي نفّذتها عناصر من الأمن العام، وأدت الى توقيف سوريين اثنين في مدينة صيدا، كانا على علاقة بتنظيم داعش ودخلا خلسة الى الجنوب اللبناني، لكنهما كانا تحت المراقبة الامنية الامر الذي اوقعهما في الفخ، وقد إعترفا انهما على صلة مع اشخاص ينتمون الى داعش من خارج لبنان، واللافت انهما اعترفا خلال التحقيق انهما كان بصدد تنفيذ عمليات ضد شخصيات شيعية ومسيحية.
ad
في الاطار عينه، تم تفكيك شبكة ارهابية في الضاحية الجنوبية وتحديداً في منطقة برج البراجنة منذ حوالي 10 ايام، تضم ثلاثة سوريين كشفت التحقيقات انهم يتواصلون مع الموساد الإسرائيلي من خلال تطبيقات على هواتفهم الخلوية، وافيد وفق التحقيقات انهم كانوا ينوون تنفيذ عمليات خلال مجالس عاشورائية وبأنهم مرتبطون بداعش.
وسبق ذلك تسجيل عملية نوعية للجيش اللبناني قبض من خلالها على زعيم داعش في لبنان الملقب بـ “قسورة” بعد مداهمة منزله في البقاع، حيث ضبطت معدّات لصنع المسيّرات، كما القي القبض على مجموعة سورية في منطقة سد البوشرية وتحديداً في شارع الاحرار يوم الخميس الماضي، افيد بأنها تنتمي الى ارهابيي داعش.
ad
الى ذلك شدّد مصدر أمني عبر “الديار” على ضرورة التيقظ والوعي من قبل المواطنين، وإبلاغ الاجهزة الامنية عن اي خطوة مريبة يشعرون بها او اي تحرّك مشبوه لفرد او مجموعة، والاسراع بالاتصال بالاجهزة التي بدورها متيقظة الى ابعد الحدود، لانّ الخلايا النائمة باتت ظاهرة، لكننا في المرصاد ولن نسمح للارهابيين ان ينفذوا مخططاتهم بتفجير الوضع.
ad
وحول ما يُردّد عن إمكانية تنفيذ عمليات ضد مواقع الجيش، قال المصدر الامني: “عناصرنا على أتم الاستعداد للتصدّي لهؤلاء، والإجراءات الامنية غير مسبوقة، لكن توخي الحذر مطلوب خصوصاً مع هؤلاء المتطرفين”.
وعلى خط التقارب الجغرافي بين لبنان وسوريا، برزت مخاوف من تغلغل مجموعات متشدّدة في جروده الحدودية، في ظل تسريب أخبار قبل أيام عن إستفاقة عاجلة للخلايا على الحدود، وعن إمكانية عودة التفجيرات لزعزعة الامن من جديد، وافيد عن إتخاذ عدد من الشخصيات السياسية أقصى درجات الاحتياط، بعدما وردتهم معلومات سرّية عن عمليات إغتيال قد تطالهم، حتى انّ بعضهم بصدد المغادرة من لبنان تحت حجة العطلة الصيفية.
وعُلم أيضاً بأنّ القوى الامنية تتخذ تدابير احترازية وسرّية مع مُراقبة خلايا في مخيميّ عين الحلوة والبداوي، واخرى تابعة للنازحين السوريين في مناطق بقاعية، باتت كبؤر امنية للجماعات الاسلامية المتشدّدة، مع الاشارة ايضاً الى ان المراجع الامنية اللبنانية حذرّت القوى الفلسطينية، من إستيقاظ خلايا في بعض المخيمات خصوصاً عين الحلوة.
ad
وسط كل هذه التدابير لا بدّ من التذكير بأنّ الجيش اللبناني نجح في السنوات السابقة مع باقي الاجهزة الامنية، في تحقيق إنجازات عدة عبر توقيف عشرات الخلايا والعناصر الفردية التابعة لداعش، ومنعها من تحقيق مخططاتها التخريبية، ولا بدّ من التذكير بعملية فجر الجرود التي إستبسل فيها عناصر الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك والقاع في صيف 2017 وقضوا خلالها على الارهابيين، ضمن عمليات نوعية استمرت اسابيع عدة، حقق خلالها الجيش انتصارات استراتيجية استعاد خلالها مساحات واسعة جداً من تلك الجرود.