افتتحت في جونية بعد طول غياب، نافذة جديدة للأمل على شاطئ لبنان.
فبرعاية السيّد رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون، ممثَّلًا بوزير الأشغال العامّة والنقل السيّد فايز رسامني، وبحضور وزيرة السياحة السيّدة لورا الخازن لحود، ونائب رئيس مجلس النوّاب الياس بوصعب وعدد من نوّاب كسروان وجبيل والمناطق، ونوّاب سابقين، وممثل قائد الجيش وقادة عسكريين وأمنيين من مختلف الأجهزة، ومحافظين وقائممقامين، ومدراء عامين في الدولة، وإدارة الجمارك، والنائب البطريركي على منطقة جونية، ومسؤولين في القصر الجمهوريّ، وسفراء وقضاة، ورؤساء وممثلين عن الأحزاب، ورئيس الرابطة المارونيّة، ورؤساء اتحادات البلديات في كسروان وجبيل ورئيس بلدية جونية إلى جانب رؤساء بلديات وأعضاء مجالسها ومخاتير، ونقابة الصيادين ووكالات السفر وجمع من المعنيين بالسياحة البحريّة والمركبات البحريّة، ولجنة تجار جونيّة، والدفاع المدني للانقاذ البحريّ والصليب الأحمر، ورئيس مرفأ جونية، وفعاليات من الهيئات الاقتصاديّة، والمؤسّسة المارونيّة للانتشار ومؤسّسة جورج افرام ومشروع وطن الانسان، وعدد كبير من مسؤولي وسائل الاعلام المحلّية والعربيّة والعالميّة المرئيّة والمكتوبة والمسموعة، وفعاليات دينيّة واجتماعيّة وثقافيّة ورؤساء رابطات العائلات، وحشدٍ من الشخصيّات والفاعليّات العامّة، وبمبادرة من النائب نعمة افرام، وتحت شعارٍ يختصر الحلم: “مرفأ جونية السياحيّ… بحرٌ من الفرص”، أعيد افتتاح هذا المرفق العام، وأضيء حوضه مجدّدًا على خارطة المرافئ السياحيّة المعتمدة على البحر الأبيض المتوسّط.
بعد النشيد الوطني، قدّمت للحفل الإعلاميّة أمال الياس وأدارت حلقاته مرحبة بالحضور باسم النائب افرام قائلة:” أهلاً بكم فرداً فرداً على متن رحلة العودة الى الحياة، من بوابة مرفأ جونية، الذي يعود قلباً نابضاً ليحيي من جديد جونية وكسروان وجبل لبنان وكلّ الوطن، حاملاً بحراً من الفرص، مشرعاً أبوابه للزوار والازدهار، وداعياً الدنيا كلها الى لبنان”.
كلمة افرام
بدوره، استهل رئيس المجلس التنفيذيّ ل ” مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام كلمته بالترحيب بالحضور قائلاً:” أهلاً وسهلاً بكم، وجودكم اليوم في كسروان يملأ القلب فرحًا وفخرًا.
أبدأ بشكر فخامة الرئيس جوزاف عون على رعايته لهذا المشروع، وبالشكر لصديقي معالي وزير الأشغال فايز رسامني على حضوره الكريم ممثلاً رئيس الجمهورية، وعلى دعمه الثابت وجهده الخاص لإعادة فتح مرفأ جونية السياحيّ، فقد آمن بهذا المشروع، ومن دون ايمانه لما كنا لنشهد تحقيق إفتتاح هذا المرفأ، وجونيه وكسروان لن تنسيا هذا النهار.
كما أشكر مدير عام النقل البري والبحري الدكتور أحمد تامر وفريق عمله الذين عملوا ليلًا ونهارًا لمواكبتنا في هذا الحدث. وأنا أعلم جيدًا معاناة مؤسسات الدولة، ومن خلاله أتوجّه إلى كل مدير عام في الدولة لأقول له: أنتم حَمَلة المشعل في الظلّ، وأنتم من يُبقون الدولة تعمل، أنتم المقاتلون في الظلام.
كما أوجه الشكر الكبير لبلدية جونية على مواكبتها إنشاء Harbor Square لاستقبال السواح القادمين والمغادرين، بتجهيزات راقية وجوّ مؤات ودعم لوجستي ممّيز، ما يجعل تجربة السفر من وإلى لبنان ممتعة ومريحة.”
تابع افرام:” هذا المشروع لم يكن ليرى النور لولا دعم القطاع الخاص، وأودّ أن أعبّر للجميع عن أنّ من واجب القطاع الخاص أن يكون إلى جانب الدولة في هذه الأيام الصعبة. فدولتنا تعمل اليوم بموازنة لا تتعدّى 4 مليارات ونصف مليار دولار، بعد أن اعتادت على موازنة تبلغ 18 مليار دولار. من هنا، فإنّ القطاع الخاص مُلزَم بالوقوف إلى جانبها. وهنا أتوجّه بالشكر إلى مؤسّسة جورج إفرام على عملها الدؤوب في هذا المشروع. وأتوجّه إلى جميع المؤسّسات الداعمة في لبنان للوقوف إلى جانب القطاع العام، لأنّ هذا هو الوقت الذي يجب أن نقف فيه إلى جانبه. علينا أن نعتبره كأبينا وأمّنا حين يكبران في العمر ويُصيبُهما المرض، فنكون إلى جانبهما في كلّ الظروف”.
كما رحب افرام أيضًا بالوزيرة لورا الخازن لحود، شاكراً لها حضورها ومبادرتها في إعادة افتتاح مغارة جعيتا الساحرة، ونحن هنا نواصل هذا المشوار.
أضاف قائلاً:” إننا نرى هذا المرفأ بعيون ثلاثة أجيال: جيل الستينات يرى فيه زمن الخير والبركة، والخليج الذي شهد أجمل المباريات في الشرق الأوسط والعالم، يوم كان لبنان يُلقَّب بباريس الشرق وسويسرا الشرق.
وجيل الحرب في السبعينات والثمانينات الذي عاش المرفأ متنفسًا واملاً وحبل وصل مع العالم، رغم الخوف والقصف والحزن. نتذكر ليالي الخطر، حين لم تكن البواخر قادرة على الاقتراب من الشاطئ، فيلجأ الناس إلى الفلوكات. ونتذكّر المأساة، يوم فقدت عائلة عازار طفلين لها في انقلاب فلوكة بسبب القذائف، فيما نجا آخرون، بينهم زوجتي زينة التي بقيت أربع ساعات تائهة في تلك الليلة. والحمدالله نجت.
أما الجيل الثالث، الذي نمثّله اليوم مع أولادنا، فيتطلّع إلى هذا المرفأ ليقول: إنّه مرفأ الزمن الجديد للبنان، زمن الفرح والجمال والازدهار. مرفأ يستقطب السيّاح بدل أن يهرب الناس عبره”.
وتطرق إلى نظرته لهذا المرفأ من ثلاثة أبعاد: “أولاً، علينا واجب أن نفعّل هذا المرفأ، لأنّه من الوزنات التي وُضِعت بين أيدينا ومن طاقات لبنان الكامنة. وقبل أن نطلب من المجتمع الدولي مساعدات لمشاريع ضخمة، علينا أن نُحيي المشاريع “النايمة” بين أيدينا، مثل هذا المرفأ. لذلك، يجب أن نُطلقه من جديد. ثانيًا، هذا المرفأ هو بوّابة لبنان إلى أوروبا، فنحن على بُعد 200 كلم فقط من قبرص، أي على بعد 200 كلم من أوروبا. ومن هنا، فإنّ دور هذا المرفأ الأساسي أن يُقلِع من جديد ليكون صلة الوصل بين الشرق والغرب. ثالثًا، هدفنا استقطاب السيّاح من قبرص. إذ يزور أكثر من 5 ملايين سائح قبرص سنويًا… فإذا نجحنا بجذب 2٪ فقط منهم، أي ما يقارب 100 ألف سائح، نكون قد أطلقنا مشروعًا سياحيًا ضخمًا من قلب لبنان”.
وقال:” في هذا الإطار، كنا نتمنّى أن تصل الباخرة اليوم، لكن الأوراق والرخص أخّرت المشروع، ومرّ الموسم. رغم ذلك، المرفأ أصبح جاهزًا، والدعوة مفتوحة لكل من يرغب بالمبادرة. وإذا لم يبادر أحد بجلب الباخرة، سنبادر نحن لأننا “أمّ الصبي”، ولن نترك هذا الخط يتوقّف”.
وتطرق الى الوضع العام موجهاً ” من هذا المنبر في جونيه، وأمام الرأي العام والمجتمع الدولي، هذه الكلمة لأقول: نحن في لبنان نعيش اليوم لحظات تاريخية بكل ما للكلمة من معنى، لحظات مرتبطة بالكيان وديمومة الكيان. نحن نقف اليوم إلى جانب فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء، لأنّ المطلوب منهم كبير، والأنظار شاخصة إليهم وإلينا جميعًا: هل نستطيع أن ننفّذ ما نلتزم به أمام العالم أم لا؟ هل نعرف كيف ندير شؤوننا أم لا؟ فإذا برهنا، لا سمح الله، أنّنا عاجزون، نُثبِت على أنفسنا صفة الكيان الفاشل، وندخل في دوّامة إعادة رسم الخرائط التي تجري في الشرق. لذلك، علينا أن نثبت أنّ لبنان كيان باقٍ، مستمرّ، وقوي. على هذا الأساس، هذه الأيام مصيرية”.
وختم:”في كسروان، لدينا أولويات إنمائية واضحة بعد إعادة افتتاح مغارة جعيتا. من بينها: توسعة الأوتوستراد، وطريق جعيتا، وهناك أيضًا أولوية أساسية يجب أن نعمل عليها، وهي استكمال طريق عيون السيمان، لما له من مردود كبير وكلفة صغيرة. فثلج هذه المنطقة هو ثلج الشرق كلّه، والعالم العربي، فهل يُعقل ألّا نستطيع الوصول إليه بسبب الازدحام على الطريق؟ على أمل أن نسمع أخبارًا سارّة حول هذا الموضوع، الذي هو اليوم قيد الدرس، في الأسابيع القليلة المقبلة. أشكر مجددا جميع الحاضرين معنا اليوم، وأتمنى أن نرى مع إعادة افتتاح هذا المرفأ أجمل صورة للبنان الآتي… لبنان الجديد.
الوزير رسامني
أمّا وزير الأشغال العامّة والنقل فايز رسامني فقال:”يشرفني اليوم ان أمثل رئيس الجمهورية واكون معكم في مرفأ جونية السياحي. بدأت نهاري مع جونية وأنهيته في جونية، اذ عقدنا اجتماعا ناجحا جدا شاركت فيه فاعليات المنطقة ونوابها، وتحدثنا عن طريق جونية وما شهدناه من زحمة سير إلا أن موسم الصيف كان ناجحا جدا. واذا استمرّ العمل بوتيرة عمل الشهرين الماضيين تموز وآب في مطار بيروت، يجب ان يستوعب 12 مليون راكب، والمطار اليوم يحمل 6 ملايين، طبعا شهدنا زحمة وإنما سارت الأمور بفضل التضامن بين وزارات الأشغال والداخلية والامن العام والجمارك وكان الصيف ناجحا جدا”.
وتابع:”نتمنى ان تسمع الأخبار الجيدة قريبا عن طريق جونية التي يتم العمل عليها حاليا، وقد ألّفت لجنة للتواصل مع المالكين بخصوص الاستملاكات لان القانون يسمح لنا بالبدء بالعمل انما نحن نريد الاستماع إلى شكواهم لمعالجتها بأسرع الطرق”.
وعن مرفأ جونية السياحي، قال:”منذ الأسبوع الاول عندما تحدث معي النائب نعمة افرام، طلبت منه امرين، اولا المساعدة من خلال فريق عمله بسبب الشغور الكبير في الدولة والذي يصل إلى 90% لتحضير الملف، وابديت استعدادي للتوقيع عليه. ونأمل ان تكون الشراكة بين القطاعين العام والخاص لما فيه مصلحة المواطن”.
واشار إلى “وجود افكار كثيرة ولكن علينا ان نبدأ من مكان ما، انما يلزمنا الاستقرار ورأينا نتيجته في فصل الصيف”، وقارن رسامني بين دولة قبرص ولبنان، قائلا: “قبرص لديها أربعة مطارات ويزورها 5 مليون سائح في موسم الصيف، في حين لبنان يزوره مليون زائر و500 الف، اذا قرر القطاع الخاص بالتعاون مع وزارة السياحة ان يشغل المرفأ والبواخر بين لبنان وقبرص وهي رحلة مدتها أربع ساعات، ويجلب السواح منها ما يحرك الاقتصاد ليس فقط في فصل الصيف انما في كل الفصول، ويحرك العجلة الاقتصادية لبيوت الضيافة التي يبلغ عددها 400 بيت والفنادق”، لافتا إلى “أن وزارة الأشغال تقوم بعملها انما نحن بحاجة إلى دعمكم ووقوف القطاع الخاص إلى جانبنا”.
وعن مرفأ طرابلس، قال:” تم وضع حجر الأساس منذ سنوات واليوم اصبح مرفقا مهما جدا تعمل فيه العديد من اليد العاملة، ويستعمل كترانزيت وحافظ على إنتاجه ولم يتراجع. ان زيادة اعداد المرافئ في لبنان امر إيجابي له ولكل مرفأ خصوصية، فمرفأ بيروت مهم للاستيراد والتصدير، ومرفأ طرابلس للترانزيت واعادة إعمار سوريا، ومرفأ جونية للسياحة”.
وشكر رسامني “الوزيرة التي عملت معه على قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص، وكحكومة طالبنا بتعديل نقاط معينة لأنه منذ العام 2019 لليوم تغير وضع البلاد، فالمصارف ليست موجودة والمستثمر خائف، كيف يمكننا ان نشجعه للمجيء إلى لبنان للاستثمار، وبدعم من دولة الرئيس بو صعب اصبحنا في المراحل الأخيرة ومن المفترض ان تتألف الهيئة العليا”.
وختم مشيرا إلى “وجود العديد من المستثمرين الراغبين في الاستثمار في مطار القليعات وهم من جنسيات عربية”، آملا ان “يشهد مرفأ جونية زحمة بواخر آتية ومغادرة ليس فقط الى قبرص، انما بين بيروت وجونية وطرابلس إلى حين الانتهاء من توسعة أوتوستراد جونية”.
قص الشريط الافتتاحي
تخلل الاحتفال فيديو مقتضب يظهر مشاهد لمرفأ جونية كيف كان في الماضي قبل اقفاله، وكيف أصبح اليوم بعد التحسينات والتغييرات الكبيرة التي حصلت.
وعند غروب الشمس وبعد مراسم قص الشريط الافتتاحي، ورفع الستار عن لوحة تذكارية تخليدا للمناسبة، قام الحضور بجولة في المرفأ للتعرف على المستحدثات والتطورات الحاصلة داخل المبنى وخارجه من تجهيزات ومعدات، واختتم الحفل بفقرات موسيقية وكوكتيل، كما تم قطع قالب الحلوى احتفالاً بهذا الحدث المميز الذي طال انتظاره، واطلقت مفرقعات نارية أضاءت سماء جونية وأشعلت الاجواء متزامنة مع عرض مميّز لقارب بحري على متنه فرقة زفّة عزفت ألحان الفرح والبهجة التي رُسمت على وجوه كل من حضر الحفل.
يشار إلى أنه أعيد افتتاح مرفأ جونية السياحي بعد ثلاثة عقود من الغياب والإقفال، بجهود جماعية، ليشكل محطة رمزية وعملية في آن واحد. ويتوقع أن يحقق المشروع فوائد سياحية كبيرة وأن يكون رافعة اقتصادية للبنان، كما يشكل دلالة واضحة على أن الإنتاجية والإنماء يتحققان بأبهى صورة في ظل تعاون مثمر وبناء بين القطاعين العام والخاص.
محليات بمبادرة من افرام …افتتاح رسميّ حاشد لمرفأ جونية السياحيّ