على الحدود.. الزراعة تتحدى آثار الحرب وتزرع الأمل

يعتبر القطاع الزراعي في قرى منطقة مرجعيون، من أهم مصادر العيش لعدد كبير من أبناء البلدات الجنوبية. على الرغم من الخسائر المادية الجسيمة التي تكبدها المزارعون خلال حرب الإسناد التي شنها “حزب الله” على إسرائيل وما نتج عنها من مآسٍ وشهداء ودمار هائل فاق التوقعات وأضرار في الممتلكات والمزروعات، فإن إرادة البقاء والصمود لدى الأهالي كانت الأقوى. فما إن توقفت الحرب في تشرين الثاني 2024، حتى عاد المزارعون للعمل في أرضهم وجني محاصيلهم الزراعية، وبخاصة أشجار الفواكه المثمرة ومنها: الزيتون، الدراق، الخوخ، الجوز، والتفاح، بالإضافة إلى إنتاج الحبوب والخضار على أنواعها كافة، لا سيما في سهل مرجعيون الذي يعتبر من أكبر وأهم السهول الزراعية في لبنان.

خسر مزارعو الأشجار المثمرة خلال الحرب وبخاصة في سهل مرجعيون، أكثر من خمسة آلاف شجرة زيتون معمّرة لا تقدر بثمن ولا يمكن التعويض عنها. بعضها احترق والبعض الأخر اقتلعته الدبابات الإسرائيلية التي اجتاحت المنطقة من دون أي رادع، والمشهد تكرر في عشرات بساتين الأفوكا والجوز والدراق، وخسائر كبيرة في الحبوب والخضار التي يتميز بها السهل منذ زمن بعيد.

في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها المزارع الجنوبي، تجهد التعاونيات الزراعية في المنطقة لمساعدة المزارعين وتأمين متطلباتهم وحاجاتهم، وفي خطوة تهدف إلى دعم القطاع الزراعي وتمكين المزارعين من تصريف انتاجهم الزراعي، قدمت مؤسسة سيل معملاً متكاملا للتصنيع الزراعي إلى تعاونية القليعة الزراعية – قضاء مرجعيون، على أن يبدأ المعمل عمله خلال فترة قريبة، وعلى أن يكون مفتوحًا أمام جميع المزارعين ولا سيما المنضويين في التعاونية، بهدف تأمين المعدات الزراعية التي تمكنهم من تصنيع منتجاتهم الزراعية وتسويقها ضمن معايير وجودة عالية وتوفير فرص عمل جديدة ودعم الدورة الاقتصادية في منطقة مرجعيون

وخلال جولة في تعاونية القليعة الزراعية، أشار رئيس التعاونية الزراعية وسام ضاهر لـ “نداء الوطن” إلى أن المشروع “حيوي ومهم للمزارعين في بلدة القليعة والقرى المجاورة، إذ يتضمن معدات لتصنيع المنتوجات الزراعية وتسويقها في مرحلة لاحقة، ويشمل معدات تصنيع زراعية ومنها: الفواكه المجففة، رب البندوة، عصير الرمان، مطحنة زعتر وسماق.

وأضاف: “تكمن أهمية المشروع في أنه يساعد المزارعين على تصنيع المنتوجات الزراعية التي ينتجونها ومن ثم تسويقها. وكذلك يشكل هذا المعمل حافزًا لتشغيل النساء اللواتي يعملن في القطاع الزراعي والصناعة الغذائية، ويخلق فرص عمل لهذه الفئة ويدعم الدورة الاقتصادية في المنطقة”.

يشمل المعمل ماكينات عصر الرمان، و”فاكيوم” لتجفيف الفواكة، مطحنة للزعتر والسماق، أحواضًا لطهي المنتجات كرب البندورة والمربيات، أحواض غسيل، فراطة رمان، مكبسًا لدبس الرمان، إضافة إلى عدد من طاولات “الستنلس” المخصصة للعمل.

اترك تعليق