لبنان على طاولة براك في تل أبيب.. وضغوطات لتمديد مهلة حصر السلاح

يحضر ملف لبنان اليوم في اجتماعات السفير توماس براك مع المسؤولين في تل ابيب الى جانب ملف التفاوض مع سوريا للتوصل الى اتفاق أمني في منطقة الجولان.

إذاً، يزدحم هذا الاسبوع بالأحداث المهمة التي ستترك تأثيرها السلبي او الايجابي حسب نتائجها، تبعاً لأجندة الدول المعنية بالوضع اللبناني وما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي من تصعيد.

وأفيد بأن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يصل إلى بيروت الأسبوع المقبل ويلتقي الجمعة الرؤساء جوزيف عون ونواف سلام ونبيه بري، في زيارة هدفها استكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان، والتي بدأها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومدير المخابرات حسن رشاد، وترقب الاجتماع الذي يعقد في باريس في 18 الجاري الاميركي – الفرنسي – السعودي، بحضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل، حيث ستكون على جدول الاعمال قضيتا مؤتمر دعم الجيش ومسار مهمة الجيش في حصر السلاح وبسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية والمهلة التي حددها الجيش لإنهاء المهمة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار. الى جانب ملفات اقتصادية وقضية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها سيتم بحثها في الإجتماع.

فيما تعقد في 19 كانون الاول الجاري لجنة الميكانيزم اجتماعا في الناقورة بمشاركة الوفد اللبناني برئاسة السفير سفير كرم، والجانب الاسرائيلي وعضوي اللجنة الفرنسي جان ايف لو دريان على الارجح والاميركية مورغان اورتاغوس، حيث يرتقب ان يبدأ البحث الجدي في مواضيع التفاوض العسكري – التقني كمرحلة اولى قد تليها مراحل اخرى تبعاً لتحقيق مطالب لبنان بإنهاء الاحتلال والاعتداءات الاسرائيلية. وسط معلومات عن اقتراح فرنسي بتمديد المهلة التي حددها الإحتلال من نهاية هذا الشهر حتى نهاية كانون الثاني للإنتهاء من جمع السلاح جنوبي نهر الليطاني على امل ان يقوم جيش الاحتلال بما عليه من تطبيق آليات وقف الاعمال العدائية.

واستبق الكيان الاسرائيلي هذه الاستحقاقات برسائل نارية خلال اليومين الماضيين إلى لبنان والى اي مدى يمكن ان يستمر في معاندته الذهاب الى مفاوضات مباشرة سياسية تتجاوز الطابع العسكري والتقني الذي اتفق عليه الرؤساء عون وبري و سلام، والتعليمات التي سيحملها المندوب الدبلوماسي السفير سيمون كرم، والى دول لجنة الاشراف ولا سيما فرنسا، بأنه يرفض اي طرح تفاوضي خارج الاطار الذي حدده منفرداً من دون التوافق المسبق على جدول اعمال المفاوضات المرتقبة. وان اي قرار ستتخذه الدول الثلاث ولبنان لا يعنيه، ما لم يُراعِ مطالب الاحتلال.

ولعلّ تسريبات الاسابيع القليلة الماضية واكثرها من كيان الاحتلال، بتحديد مهلة «نهاية الشهر لنزع سلاح حزب الله بالكامل في كل لبنان وليس فقط جنوبي الليطاني وإلّا فإن اسرائيل ستنزع السلاح بالقوة»، والتمهيد لذلك بتصعيد الغارات، تكفي لتبيان التوجه الاسرائيلي، وعبارة السلاح هنا لا تقتصر على الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والصواريخ قصيرة المدى، بل تشتمل على الصواريخ الثقيلة والدقيقة التي قيل ان حزب الله يمتلكها وتطلب اسرائيل التخلص منها بأي وسيلة سواءٌ بالتفاوض او بالنار.

اما حزب الله فلاقى هذه الاجواء عبر كلام امينه العام الشيخ نعيم قاسم بقوله يوم السبت: «أنّ لبنان دخل مرحلة جديدة منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، تختلف عمّا سبقها وتفرض أداءً مختلفًا على مختلف المستويات»، مشدّدًا على أنّ الدولة أصبحت اليوم مسؤولة عن تثبيت سيادة لبنان واستقلاله، فيما قامت المقاومة بكل ما عليها لجهة تطبيق الاتفاق ومساعدة الدولة».

وقال: إنّ المهمّة الأساسية للمقاومة هي التحرير، وإنّها تقوم على الإيمان والاستعداد للتضحية، موضحاً أنّ منع العدوان ليس من وظائف المقاومة، بل من مسؤولية الدولة والجيش، فيما تقتصر وظيفة المقاومة على مساندتهما والتصدّي عندما لا تقوم الدولة والجيش بواجباتهما، ومنع استقرار العدو والمساعدة على التحرير.

ورأى «أنّ مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح، وأنّ الطرح القائم لحصرية السلاح هو مطلب أميركي – إسرائيلي، وأنّ اعتماده يؤدّي إلى إضعاف قوة لبنان.

والى ذلك، التقى عبد الله صفي الدين ممثل حزب الله في طهران بمستشار المرشد الاعلى السيد علي خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، في لقاء تناول آخر التطورات الإقليمية والدولية، حسبما أفاد الموقع الرسمي لولايتي.وخلال اللقاء، «قدّم صفي الدين تقريرًا مفصلًا عن الوضع في لبنان وحزب الله ومحور المقاومة، مؤكدًا أن الحزب أصبح اليوم أقوى من أي وقت مضى، ومستعد للدفاع عن كامل الأراضي اللبنانية وشعبها، ولن يتخلى عن سلاحه تحت أي ظرف. كما لفت إلى الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن إسرائيل وحلفاءها يجب أن يعلموا أن حزب الله سيرد بحزم متى ما قرر ذلك».

اترك تعليق