كالعادة الموسمية وعند كل تغيير في “الطقس” يتم توزيع “تهريبة” من بضعة أسطر لا معنى لها ولا مبنى لا في الشكل ولا المضمون … تماما يأتي الكاذب والمقيت مع طلوع الفجر كالغراب الذي يدير ظهره للشمس ليكبر حجمه وأحلامه فيرى معدته باستطاعتها هضم خروف بالكامل ورويدا رويدا” ينتقل الى الظهيرة فيظهر حجمه وتصغر معها شهيته وصولا الى المغيب حيث تكتفي اّماله بعصفور صغير … هكذا وفي كل مناسبة يقف أحد السفهاء وخلفه الشمس وفي ظنه أن يبتلع صرحا” وطنيا” كبيرا من خلال الكذب والدجل وطمعا بمال يهوذا ليتراءى بٌعيد الظهر حبل المشنقة وشجرة التين .
هي عدّة العمل لدى المسترزقين الذين يعملون كرقاص الساعة لكن ليس على مدار اليوم خصوصا وأن على جبينهم تاريخ انتهاء الصلاحية تماما مثل علبة السردين ومكانها في مزبلة التاريخ وبرميل النفايات … يخبو الكلام عن دوائر بكركي ثم يعود بالموضوع المشروح عشرات المرات وأصبح مستهلكا بالرغم من وضوحه ، لكن لهذا الكلام المسيء والكاذب أكثر من حدّ واحد بفعل القصد المسيء لصاحب الاكاذيب بالذات الذي بات الممجوج منه وفيه ولم يعد من يصدّق هذه الاكاذيب ، وصار لكل طالب لقاء مع سيد الصرح يريده صاحبه على مقاسه .. وإلا تبدأ معزوفة الكذب والتدجيل على صفحات التواصل بغية الابتزاز فقط ودون وزن فعلي لسبب جوهري ، فالبطريرك يعرف الجميع بابه المفتوح وما على هذا الكاذب المضلل سوى طرق الباب … نعم هي بكل بساطة هذا وزنها الفعلي ، لتصبح المسألة فيما بعد مداورة بين هذا الرخيص وذاك ، إنها دوائر انطاكيا وسائر المشرق ايها الجهلة وتسترخصون الكلام بحقها ، وهل يعلم من يدفعكم مع من يتعاطى ، وهل “ظمط” أي بطريرك من الاساءة منذ ما قبل خريش وصولا الى المدبر الرسولي والبطريرك صفير وغيره ليبقى الشر طاغيا لفترة من الزمن ثم لا يمكن معرفة ماذا ينفع الندم لدى صغار النفوس .
ولندخل في الموضوع بشكل مباشر : من هو المحامي وليد غياض وماذا تريدون منه كي لا يبقى الحقد والجهل يتحكم بالبعض؟
في الشق الاول جاء الشاب مهجرا من بلدته في الشوف في الباخرة مع أهله كما بقية المسيحيين الذين نٌكبوا خلال لحرب وأكمل مسيرة تعليمه انطلاقا من جبيل من التكميلي الى الثانوي ثم الجامعي حيث نال إجازة في الحقوق وصار محاميا سبيلا لعون أهله ليتشابه مع معظم الشباب الذين يساعدون أهلهم واخوتهم ويكابدون ويطمحون، وكونه كان قريبا من الشأن الكنسي ويرتاد القداس كل أحد بدأ بمساعدة راعي أبرشية جبيل اّنذاك المطران بشارة الراعي ويجول معه في القرى والبلدات في كل لبنان وعلى مدى عشرات السنين تحت عنوان “التنشئة المسيحية” ، بالاضافة الى عمل له في إحدى وسائل الاعلام الكنسية ، وهكذا خدم الراعي مطرانا سنين طوال ، وما البث أن أنتخب المطران الراعي بطريركا لانطاكيا وسائر المشرق للموارنة … حسنا يا أيتها الألسن الكاذبة ما الذي تريدونه من البطريرك الجديد ؟ من الطبيعي أن يستكمل العمل معه وهو الذي يعرف خدمة قداسه ومنحى عظاته كما يعي غبطته تماما انه باستطاعته أن يأمن للمحامي غياض زيارات كثيرة يطلب أصحابها أن لا تكون علنية لغرض في نفس الزائر … ولهذا تم تعيين غياض مسؤؤلا للاعلام في الصرح وهو الذي عمل به من قبل ولم يأتي من خارج المهنة ، وكانت مسيرة مسؤول الاعلام متواضعة ومحترمة الى أبعد الحدود خصوصا مع زملائه في الصرح حيث المعاملة أخوية ، وطبيعي من خلال عمله أن يتعرف غياض الى الكثير من وجوه أهل السياسة والاقتصاد بحكم موقعه .
وفي الشق الثاني حول المراد منه وهو الذي حمل عشرات القضايا كمحامي دون أي أجر على الاطلاق ، وهل يعرف هذا الجاني أو ذاك أن غياض ( سوف يغضب لهذا الكلام) له اليد الطولى في مساعدة مئات المحتاجين دون أن يعلم أحد ؟ هل تعلمون مسؤوليته التي يتولاها كم تأخذ من وقته وصحته ( وبالفعل أصبح غياض مريضا ) لكنه لا ينطق بكلمة ، وهل يعرف هؤلاء المرتزقة المستكتبين أن غياض يعمل أكثر من 18 ساعة يوميا ؟ أما الاهم هو السؤال التالي وبمثابة التحدي : هل وصلت لأي شخص في لبنان وكامل المهجر كلمة نابية من غياض أو هل شاهده أي شخص متجهم الوجه أمام الزوار ؟ بل العكس تماما فهو يتغالب على نفسه ووجعه ولا يٌظهر سوى الايجابية .
ويأتيك جاهل ليطرح أين هو وليد غياض خلال زيارة البابا للبنان وكأنه إكتشف البارود … لنقول بكل سهولة ومع الصور أن غياض ترك لمعظم الناس مكانا ووقف تقريبا بعيدا بعض الشيء كي يتسنى للناس رؤية قداسة البابا والسلام عليه ولطالما سهّل للعشرات الوصول الى مكان يمكنهم من خلاله الرؤية خلال قداس بكركي … أين كان غياض وتم البناء على الامر وإدخال روما نفسها والبابا ودوائر الفاتيكان فقط ليعرفوا أين كان وليد غياض !! وتمت الفبركة ان غياض لم يكن هناك وهم لا يعرفون أن بطاركة وكرادلة وأساقفة يحيطون بقداسة البابا … ويريدون من مسؤول الاعلام في بكركي أن يكون بينهم في المقدمة !! غباء ما بعده غباء ، فالمحامي غياض وسط البوتوكول البابوي الصارم كان متواجدا كالتالي :
1 – في المطار يرافق غبطة البطريرك لاستقبال البابا
2- في قداس الصرح وفي حريصا وكل مكان زاره البابا
وإذا تم السير بالاشاعات والاكاذيب وكان غياض في كادر التصوير بشكل دائم سوف تقولون : “كل شي وليد” …. يعني عليكم الاختيار بين كذبتين إما أن يكون غائبا أو مليء الحضور وفي الحالين لا لزوم اللجؤ الى تعلية السقوف وإسبتعمال الخداع والكذب وسؤ النية والاساءة مضافة على الدناءة وعدم الفهم …
هناك رخص ودونية من خلال هذا الدس على طريقة إشتم واقبض ليصل صاحب الكذبة الى وقت لن يصدقه أحد على الاطلاق … هذا هو مصير الاتكال على حفنة من المال دون أن يتذكر فعل شجرة التين .
موقع “الجريدة نيوز” الكاتب : عيسى بو عيسى








