ألقى المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أكّد فيها أنه “لا يمكن الفصل بين الصلاة والعمل الصالح. والجهاد هنا يتسع لكل ساحاتنا ومياديننا وقضايانا العامة، وتذكّروا جيداً أيها الأخوة المؤمنون أن الله تعالى لا يطاع بالعبادة الفردية فحسب، بل بالعبادة العامة أيضاً، فمن يترك ساحات الناس لا قيمة لمحرابه عند الله، ومن لا يهتم بأمور الناس ليس له موقف عند الله، ومن ينتهز الظروف ليتربّح على حساب ذوي الدخل المحدود ليجدنّ اللهَ خصمه يوم القيامة، ومن ليس للفقير والمقهور والمعذّب حظٌ من نفعه وخيره لا حظّ له يوم الحاقّة الكبرى، ومن لا يهتم بجيوش العاطلين عن العمل وهو قادر على ذلك لن تشملَه رحمةُ الله، ومن يكرّس النفاق التجاري كجزء من دوافعه التجارية إنما يفتح لنفسه باباً من أكبر أبواب النار”.
ولفت الى أن “عبادة الله بالخير والنفع والتخفيف عن الناس والرعاية لهم والحفظ لحقوقهم وتأمين ما يدفع عنهم سوءَ البطالة وسوءَ الظروف وسوءَ الأحوال وأسبابَ الظلم، لا سيما الظلم المهني والاجتماعي وظلم الأسواق وبضاعة النفاق، والخيرُ كلّ الخير عند الله بالحقّ لا سيما الحق الاجتماعي، ولا قيمة للعابد إن هو ترك حقَ الله والناس بالعدالة العامة وما يلزم للسلطةِ العادلة ومشروعِها وضامن مرافقها”، مضيفاً:”ونحن في شهر رحمة الله، لا يجوز الاستهتار بحقوق العدل وضامن القيم وحارس النظام الأخلاقي والواجب الاجتماعي، وما يلزم من أطر وكيانات مدنية تتعامل مع حقوق إنساننا كأولوية مطلقة، ولا خيانة أكبر من خيانة الحق العام، ولا جريمة أكبر من جريمة الفساد السياسي؛ وتأمينُ السلطة العادلة، وحمايةُ الأسواق من الظلم والاحتكار هو ضرورة واحدة ومحرابُ جامع، ومبدأ الصلاة والصيام والقيام بما لشهر رجب من فضائل ومنازل ومكارم يبدأ بترك الحرام والآثام، ولا حرام إجتماعي أكبر من أكل حقوق الموظف والعامل والأجير، ولا ينجو صاحبُها من موقف الله الأكبر يوم القيامة، ولكل فعلُه وأثرُه، والنار بالشهوات الباطلة والجنة بالصبر على الحق، فاصبروا رحمكم الله، فإن ثوابَ الله قريبٌ من المحسنين، ويدُ الله الضامنة لا تُردُّ عن أهل الصبر والتقوى، وهو القائلُ سبحانه وتعالى {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}”.
وأضاف:”للأسف البلد بلا إدارة فاعلة، والأولويات الوطنية تترنّح، والتمييز السياسي يبتلع البلد، والحكومة تعيش فشلها، وبالتالي لا يمكن إنقاذ البلد بلا مؤسسات ف



















