كيف تتجه الأوضاع جنوبًا؟

رغم دقة الوضع والحذر الشديد الذي يلف المناطق الحدودية في جنوب لبنان مع الجانب الفلسطيني، بعد سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت الأراضي اللبنانية، وأدت إلى استشهاد صحافيٍ، وأربعة مقاومين، وجرح صحافيين آخرين، وإلى حرق الأشجار والممتلكات، غير أن مصادر ميدانية تؤكد أن “الوضع في الجنوب لم يخرج حتى الساعة عن قواعد الاشتباك التي فرضتها المقاومة اللبنانية”، معتبرةً أن “الوقت الراهن، هو مرحلة ترقبٍ واستعدادٍ، لما قد يقدم عليه العدو الإسرائيلي على الجبهة مع لبنان، ليبنى على الشيء مقتضاه”، على حد قول المصادر.

وفي السياق عينه، يؤكد مرجع عسكري واستراتيجي أن “الوضع على الجبهة الجنوبية لم يبلغ حد الانفجار الكبير حتى اللحظة”، لافتًا إلى أن “الاشتباكات التي تدور بين المقاومة والعدو الإسرائيلي في الجنوب، لاتزال ضمن القصف المتبادل، ولم تتطور إلى قصف القرى اللبنانية المأهولة من جهةٍ، والمستعمرات الصهيونية من جهةٍ أخرى”. “لكن الجبهة الجنوبية قابلة للاشتعال في أي لحظةٍ، والأمر متوقف على كيفية ردود الأفعال الجنونية لقادة الكيان الإسرائيلي، إثر الضربة الموجعة التي تلقاها من المقاومة الفلسطينية في الأيام القليلة الفائتة”، على حد قول المرجع.
ad

ويجزم بناءً على معطياتٍ لديه، أن “في حال أقدم رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على ارتكاب رد فعلٍ جنونيٍ على الضربة المذكورة آنفًا، إن من خلال اجتياح غزة، وذبح أهلها، أو من خلال توسيع رقعة اعتداءاته لتشمل الجبهة الجنوبية الممتدة على الحدود اللبنانية- السورية- الفلسطينية، عندها يكون العدو هو من أشعل هذه الجبهة”، ودائمًا بحسب رأي المرجع.

ويعتبر أن “العدو لايزال يحاول “جس نبض” أو اختبار ردود أفعال المقاومة في لبنان، من خلال الإمعان في اعتداءاته على السيادة اللبنانية، لكن المقاومة وحدها من تحدد الرد المناسب على هذه الاعتداءات”، يختم المرجع.

وفي الشأن الميداني أيضًا، يعتبر خبير في الشؤون الاستراتيجية أن منسوب توتير الأجواء في الجنوب آيل نحو التصعيد، وبدأ يلامس حد الخطر الكبير، بعد تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على لبنان واللبنانيين”، على حد قوله. ويبدي الخبير “تخوفه من اتساع رقعة العمليات الحربية، لتشمل الجبهة الجنوبية”.

من الميدان إلى السياسة، وفي سياق متصلٍ، تؤكد مصادر سياسية عربية قريبة من محور المقاومة أن ” دول المحور، تحديدًا لبنان وسورية وإيران، لديها حرص على الحفاظ على الاستقرار العام في المنطقة”، لافتةً إلى “أن “صاعق التفجير في يد العدو الإسرائيلي”.

وتختم المصادر بالقول: ” إذا حاول هذا العدو تغيير قواعد الاشتباك الراهنة، بالتالي توسيع رقعة اعتداءاته، تحديدًا على الجبهة الجنوبية، أو في حال إقدامه على اقتراف جريمة اغتيال في لبنان، عندها ستشتعل جبهات القتال”، تختم المصادر.

اترك تعليق