مسؤول بارز في الحزب: غيّرنا قواعد الاشتباك بالجنوب

منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في غزّة واجه الحزب في لبنان تحدّياً كبيراً من أجل التوفيق بين المشاركة في المعركة لدعم المقاومة الفلسطينية وبين مواجهة ردود الفعل اللبنانية والدولية المعترضة على المشاركة في الحرب وتجاوز القرار 1701.
وقد تلقّى لبنان رسائل تهديد كثيرة من عدّة جهات دولية، خصوصاً من أميركا وفرنسا وبريطانيا، تدعوه إلى عدم الانخراط في القتال ومنع الحزب من المشاركة في الحرب. لكن على الرغم من ذلك نجح الحزب في تجاوز كلّ الضغوط الداخلية والخارجية ووضع قواعد جديدة لمواجهة العدوّ الصهيوني، متجاوزاً مفاعيل القرار 1701 ونقل المعركة إلى خلف الحدود مع فلسطين المحتلّة بالتعاون مع قوى لبنانية وفلسطينية مقاومة.

كيف نجح الحزب في تجاوز الضغوطات والتهديدات؟ وكيف استطاع تحقيق مشروعية القتال مجدّداً، ليس فقط على الحدود اللبنانية وفي مواجهة القوات الإسرائيلية التي تحتلّ أراضي لبنانية، بل خلف الحدود؟ كما أنه يستعدّ دوماً لتوسعة دائرة المواجهات إذا اقتضت التطوّرات الميدانية ذلك.

لقاء مع مسؤول بارز في الحزب
حول هذه الأسئلة أجاب مسؤول بارز من الحزب خلال لقاء خاصّ عقده أحد مراكز الدراسات المتخصّصة بالقضية الفلسطينية، وممّا قاله المسؤول الحزبي:
“منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” جرى اتّخاذ القرار سريعاً في قيادة الحزب بالمشاركة في المعركة لإسناد قوى المقاومة الفلسطينية في غزّة، وكان المنطلق الأوّل للمعركة مواجهة العدوّ الصهيوني في منطقة مزارع شبعا، وذلك تحت عنوان مواجهة الجيش الإسرائيلي في منطقة لبنانية محتلّة، وإن كان عنوان العمليات دعم الشعب الفلسطيني. ومباشرة وصلت تهديدات كثيرة لقيادة الحزب من جهات دولية عديدة، خصوصاً أميركية، عبر بعض الوسطاء والدول، بأنّ الانخراط في المعركة سيؤدّي إلى ردود فعل إسرائيلية وأميركية كبيرة، لكنّ الحزب لم يرضخ للتهديدات وواصل عملياته ضدّ القوات الإسرائيلية في المناطق الحدودية”.

منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في غزّة واجه الحزب في لبنان تحدّياً كبيراً من أجل التوفيق بين المشاركة في المعركة لدعم المقاومة الفلسطينية وبين مواجهة ردود الفعل اللبنانية والدولية المعترضة على المشاركة في الحرب وتجاوز القرار 1701

تابع المسؤول الحزبي: “مع تطوّر الأوضاع في قطاع غزّة والحاجة إلى تصعيد العمليات والتعاون مع قوى أخرى في المواجهة، اتُّخذ القرار بمشاركة قوى فلسطينية أخرى، خصوصاً سرايا الأقصى التابعة لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب القسام التابعة لحركة حماس التي تشارك في تنفيذ العمليات عبر الحدود اللبنانية للمرّة الأولى. كما شاركت مجموعات من السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال، لكن كان التطوّر الأهمّ مشاركة قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية التي أضافت بعداً مهمّاً داخلياً على المشاركة، (ولاحقاً دخلت أيضا أفواج المقاومة اللبنانية التابعة لحركة أمل في القتال). وكانت العمليات تتطوّر ردّاً على تجاوز العدوّ الصهيوني قواعد الاشتباك من خلال قصفه المدنيين واستهداف الصحافيين، وهذا وفّر بيئة لبنانية داخلية مؤيّدة لعمليات المقاومة. وقد أعدّ المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق (التابع للحزب) استفتاء أوّليّاً حول الموقف اللبناني من مشاركة الحزب في القتال، وكانت النتائج إيجابية في مختلف البيئات اللبنانية، وتمّ نشر نتائج الاستفتاء في إحدى الصحف اللبنانية”.

رفض الحزب طمأنة المُهدّدين
أضاف المسؤول الحزبي: “مع تطوّر العمليات في قطاع غزّة والجرائم التي ارتكبها العدوّ الصهيوني ضدّ المدنيين والكنائس والمستشفيات والمساجد والأطفال والنساء، كانت عمليات المقاومة تتطوّر وفقاً لخطة متكاملة وتحقّق نتائج ميدانية مهمّة في دعم جبهة المقاومة في فلسطين، ولوحظ أنّ الاعتراضات اللبنانية الداخلية على المشاركة في الحرب وتجاوز مفاعيل القرار 1701 قد تراجعت كثيراً، ولم نشهد اعتراضات أساسية، بل بدأنا نشهد مطالبات بتوسيع المشاركة إلى حدّ إعلان الحرب الشاملة أو الواسعة، وتراجعت التهديدات الدولية واقتصرت المواقف على التحذير من الذهاب إلى حرب شاملة، وكان موقف الحزب بعدم إعطاء أيّ موقف مطمئن لأيّة جهة وإبقاء سياسة الغموض الميدانية وترك كلّ الاحتمالات واردة، وهذا ما عبّر عنه الأمين العام للحزب في مواقفه يوم الجمعة في الثالث من تشرين الثاني وفي احتفال يوم الشهيد في 11 تشرين الثاني”.

ختم المسؤول الحزبي: “لقد كانت مشاركة الحزب في القتال لدعم الشعب الفلسطيني مهمّة جداً وحقّقت نتائج ميدانية، وهناك تنسيق مستمرّ مع قوى المقاومة في فلسطين والمنطقة، وستظلّ كلّ الخيارات مفتوحة، والأهمّ أنّنا تجاوزنا الكثير من العقبات والخطوط الحمر في هذه المعركة، ونحن جاهزون اليوم لتطوير مواقفنا في ضوء الأوضاع الميدانية بما يحقّق النصر للمقاومة ويوقف الحرب على قطاع غزّة، وهذا هو الهدف الأساسي اليوم”.

اترك تعليق