هدنة موعودة في غزة… فهل تشمل الجنوب؟

واصلت إسرائيل عدوانها على الجنوب كما واصلت استهداف مواقع “حزب الله” بوتيرة عالية جداً، ليُقابلها الحزب باستهداف مكثّف لمواقع العدو، وبعضها يضربه للمرّة الأولى، كمقر قيادة الفرقة 146 في جعتون بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وهو موقع في العمق الإسرائيلي، وليس على الحدود مع لبنان.

قد يكون التصعيد المتواصل هو العاصفة ما قبل الهدنة التي يتم البحث بها في قطر بين إسرائيل وحركة “حماس”، والتي من المفترض أن يتم التوصّل إليها قبل شهر رمضان، وقد تنسحب على لبنان كما حصل خلال التجارب السابقة، لكن حتى الساعة لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق، ولم تسلّم “حماس” حتى الساعة قوائم من تُريد الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، لكن ثمّة تفاؤل حذر بنجاح هذه المفاوضات.

نجاح المباحثات والتوصّل إلى الهدنة في غزّة التي يتم الحديث أنها قد تمتد لستة أشهر، قد ينعكس على جبهة الجنوب، حيث يترقب لبنان ما إذا كانت ستنسحب على الجنوب، ومصادر مقرّبة من “حزب الله” قالت إن الحزب سيلتزم بوقف إطلاق النار في حال تم تطبيقه في غزّة، وفي حال لم تقصف إسرائيل في لبنان، وفي حين يُفترض أن تلتزم إسرائيل أيضاً بوقف التصعيد، إلّا أن هذا الأمر غير محسوم في ظل الجنون الإسرائيلي من جهة، والتهديدات التي تصدر عن القيادات الإسرائيلية من جهة ثانية.

وفي هذا السياق، فإن تصريحاً لافتاً صدر عن وزير الحرب الإسرائيلي يواف غالانت أمس، قال خلاله إن “حزب الله” وإيران يسعيان لتحويل رمضان لمرحلة ثانية من 7 أكتوبر، لكن إسرائيل “ستوقف ذلك”، وقد يكون التصريح مقدّمة لعملية واسعة ضد “حزب الله”، لكنه في الآن عينه قد يكون رفعاً للسقوف وتحسيناً للشروط قبل التوصّل إلى اتفاق هدنة.

إلى ذلك، فإن المراوحة السياسية مستمرّة مع استمرار الفراغ، ورغم حركة كتلة الاعتدال الوطني التي التقت أمس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، فإن لا شيء ملموساً بعد، وتبدو رئاسة الجمهورية أمراً بعيد المنال.

عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب أحمد رستم أشار إلى أن لقاءات الكتلة كانت إيجابية، لافتاً إلى أن “الجميع رحّب بالمبادرة لأنهم لمسوا أن لا حل إلّا عبر الحوار”.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، نقل رستم أجواءً إيجابية رشحت عن الكتلتين المسيحيتين الأكبر، “الجمهورية القوية” و”لبنان القوي”، ولفت إلى أن الطرفين كانا إيجابيين تجاه المبادرة، ورحبا بها، وأن ممثلين عن الكتلتين سيُشاركون مبدئياً في الحوار المنتظر.

كما نقل رستم عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري برّي تشجيعه للمبادرة واستعداده لإيفاد نائبين عن كتلته للمشاركة في الحوار، والدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية متى توافر الاجماع على شخصية معينة وتوافرت إمكانية تأمين 86 نائباً، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن آلية الحوار وموعده لم تم تحديدهما بعد.

إذاً، ورغم سوداوية المشهد، فإن ثمّة فرصاً تلوح في الأفق للتخفيف من حدّة الحرب والفراغ، وذلك من خلال الدبلوماسية والحوار، على أن يكون كل ذلك تحت المجهر في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة.

اترك تعليق