الراعي: وصمة عار على جبين هؤلاء

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد الشعانين على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي “كابيلا القيامة”، عاون الراعي فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _ حريصا الاب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور النائب رازي الحاج، النائب السابق هادي حبيش، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد طوني معوض ،الدكتور انطوان زخيا صفير، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك ، وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: “هوشعنا مبارك الآتي باسم الربّ ملكنا” (يو 12: 13)، قال فيها: “يدخل الربّ يسوع لآخر مرّة إلى أورشليم كبداية للعهد الجديد. فكان له دخولان أساسيّان: الأوّل بميلاده في بيت لحم بنواحي أورشليم، ليصبح إبن الإنسان القريب من كلّ إنسان، والمتضامن مع كلّ إنسان، والسائر معه في طريقه الهادي إلى الله؛ الثاني، بموته وقيامته في أورشليم فأصبح فادي الإنسان، ومخلّص العالم. هذا الدخول الملوكيّ النبويّ أعرب عنه الأطفال والشبان والتلاميذ والكبار بهتاف: “هوشعنا، مبارك الآتي باسم الربّ، ملكنا”، وبحملهم أغصان النخل والزيتون. فالنخل لإستقبال الملوك، والزيتون للدلالة على أنّه ملك السلام. إنّه عيد العائلة حول أطفالها الذين يرمزون إلى أطفال أورشليم وقد ملؤوها بهتافاتهم. فنرجوه عيدًا سعيدًا لهم. لكنّنا نعرف أنّه ليس بسعيد لكثيرين من أطفال عائلاتنا التي تعاني الفقر والجوع والحرمان والتشريد والتهجير. وهم محرومون من ثياب وأحذية جديدة، ومن الشمعة المزيّنة بالنخل والزيتون، ومن التطواف بها مع أمثالهم، متذكّرين دخول يسوع إلى أورشليم. نراهم مع أطفالهم والدمعة في عينونهم، والغصّة في قلوبهم، عندما نتكلّم عن بهجة العيد. لكنّنا نصلّي دائمًا إلى المسيح الربّ، رفيق دربهم، كي يعزّي قلوبهم، ويرسل إليهم من يحمل لهم محبّته ماديًّا وروحيًّا ومعنويًّا. ونشكره على أنّه يرسل إليهم أفرادًا وجماعات ومؤسّسات ومنظّمات خيريّة غير حكوميّة. باركهم الله، وأفاض الخير بين أيديهم ليكونوا في المجتمع شهودًا لمحبّة الله”.

أضاف الراعي: “لا ننسى أطفال غزّة الخاضعين لعمليّات إبادة واضحة في المستشفيات، وطريق الهرب، ووقوفهم صفوفًا لإلتماس حصّة طعام، وفي الجوع وانتفاء الأدوية. كذلك القول عن الرجال والنساء والشباب، فيما العالم معتصم بالصمت خوفًا على المصالح. فيا لوصمة العار على جبين هذا الجيل من حكّام الدول! وتضاف كارثة العائلات والأطفال في حرب روسيا وأوكرانيا. وممّا يزيد ألـمًا المجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش على ما يبدو بعناصر مسلّحة ومن وراءهم، مساء الجمعة، إذ اقتحموا صالة للموسيقى في ضواحي موسكو، وفتحوا النار على الحاضرين، ثمّ دبّ الحريق في الداخل، فكانت حصيلة القتلى بحسب إحصاءات اليوم 143 قتيلًا، وعدد كبير من الجرحى. فإنّا نتقدّم بالتعازي من عائلات القتلى والسلطات الروسيّة، ونرجو من السفارة الروسيّة في بيروت نقل تعازينا، وتأكيد قربنا منهم وصلاتنا، سائلين الله أن يتقبّل صلاتنا لراحة نفوس الضحايا وشفاء الجرحى وأن يضع حدًّا للحرب الهدّامة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا بالسلام العادل والدائم”.

اترك تعليق