على الرغم من نفي إيران سابقا تورط أي من مسؤوليها أو شركاته في صفقة شراء آلاف أجهزة “البيجر” التي انفجرت يوم 17 تشرين الأول الماضي في أيدي عناصر “الحزب” بمناطق مختلفة في لبنان، كشف نائب قائد فيلق القدس السابق مفاجأة مدوية. أكد النائب السابق لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، مسعود أسد اللهي، في مقابلة على التلفزيون الرسمي الإيراني، أن شركة إيرانية اشترت أجهزة “الحزب” أي “البيجر” التي انفجرت في وقت واحد تقريبًا في جميع أنحاء لبنان الشهر الماضي.
كما أضاف في المقطع المصور الذي انتشر خلال الساعات الماضية على منصات التواصل أن “الحزب” أجرى تدقيقا في أجهزته القديمة، وأبدى حاجته إلى شراء 3000 إلى 4000 جهاز “البيجر” جديد، فقدم طلباً إلى شركة إيرانية، لاسيما أنه لا يستطيع شراء الأجهزة مباشرة ما يعزز الشكوك حوله.
“لم تفحصها”
تابع: ذهبت الشركة وتعاملت مع علامة تجارية معروفة، مثل الشركة التايوانية التي كانت تنتج أجهزة “البيجر” سابقًا ، وطلبت 5000 جهاز بيجر، فتم توفير هذه الأجهزة وتسليمها للشركة الإيرانية، التي بدورها سلمتها إلى “الحزب”، وفق قوله.
إلا أنه أوضح أن المشكلة كانت في عدم فحص “البيجر” قبل تسليمها إلى الحزب. وقال: “لم يكن أحد يتخيل أن يتحول جهاز “البيجر” إلى قنبلة، لكن على الأقل كان يجب فحصه للتأكد من عدم وجود ميكروفون فيه، مع ذلك تم تسليم الشحنة للحزب من دون فحص”.
قال: “لحسن الحظ، من بين الـ5000 جهاز، لم يتم توزيع سوى 3000 فقط”.
لكن لم تمض ساعة على تلك التصريحات حتى نفتها القناة بشكل سريع.
كشفت مصادر أمنية لبنانية وإسرائيلية في وقت سابق الشهر الماضي أن الحزب اشترى 5000 آلاف جهاز “البيجر” بشحنة واحدة في وقت متزامن مع آلاف أجهزة اللاسلكي أيضا التي تفجرت يوم 17 و18 من تشرين الأول، مخلفة عشرات القتلى ونحو 3000 جريح.
كما أضافت أن الموساد تمكن عبر شركات وهمية من الإيقاع بـ”الحزب” أو الوسيط الذي اشترى هذه الشحنات، وفخخ أجهزة “البيجر” بمواد متفجرة، وعند إرسال إشارة انفجرت دفعة واحدة بمناطق مختلفة في لبنان.
فيما تصاعدت التساؤلات في لبنان على وقع هذا الخرق التاريخي، كما وصفه العديد من الخبراء، حول هوية الوسيط الذي أبرم الصفقة مع شركات “شبحية” أو وهمية في المجر وبلغاريا، كان الموساد الإسرائيلي يقف وراءها، وخطط لعمليته هذه قبل سنوات.