جبيل ورمي الأوساخ تحت السجادة ( الجزء الأول) عيسى بو عيسى

نٌحسن الظن الى الحد المعقول إذا ما أٌغمضت العيون عن مساويء الانتخابات في هذه “العاصية” وبلاد ريمون اده في جبيل، لا شيء يوحي بالحياة فيهما سوى بعض الترف من ” طرف ” نواب المنطقة الذين يعملون وفق الواقع المناخي في لبنان وحسب المواسم الاربعة المزمع أن تتبدل بفضل جهود نواب الأمة في منطقة يٌفترض أن يعتبرها الشركاء في المنطقة أنها “متقدمة” على غيرها بفعل نواحي اللهو والمجون على وجه التحديد .

واقع الامر الذي تم السكوت عنه أو غض النظر وصولا الى التواطؤ “المدفوع” ، فلا نواب جبيل اشباه ريمون إده الذين قضوا على “ضميره” أو أن الورثة فقدوه ، ولم يكن في مطلق الاحوال في الساحة أي إدعاء في وجه الشبه هذا ، وما ينطبق على إده يتساوى في المرتبة والمقام مع الراحل أنطون سعيد وشهيد الخوري و”الخليفة” القادرة نهاد سعيد … هؤلاء الرجال- الرجال الاقوياء الصادقين الشجعان ما بدلوا تبديلا ولا دخل الخنوع منازلهم ولم تنقصهم الرجولة في أي وقت حتى ولو تبدّل العصر كله… لتبدأ مرحلة عذاب الناس في هذه المنطقة الحبيبة – الحنونة التي تتشابه مع “قرية” كبيرة ملؤها الخير للناس ، ليس هناك من مناسبة لوصف الواقع سوى ما تراه العين وتسمعه الأذن ، فأهل الشراكة في لبنان مع المسيحيين قد ذهب بهم الظن في غابر الأيام أن جبيل مكتفية متعافية ومتقدمة على الكثير من مناطق أهل السنة والشيعة والدروز …. حقيقة الامر حقائق ومشاهدات لا تقل وجعا عن بيوتات الكسروانيين ، هل يمكن تصديق أن هناك عائلة في جبيل تعيش على العتمة وعلى ضؤ القنديل في العام 2023 ، لا ليس في جرود عكار ولا ضواحي الليطاني بل داخل جبيل بالذات … عائلة من أربعة أشخاص شخصان أعميان وشقيقة حالها شبيهة بذوي الحاجات الخاصة ورابعة من اصحاب الهمم المتعبة ، إنما مع همّة عالية مشدودة بالعنفوان مع الكرامة … يعيشون على ضؤ قنديل من الكاز مخبأ تحت “صوفة” في وسط المنزل وكأنه كنز ممنوع الاقتراب اليه ، هذا عدا عن الحالات الطبية وحاجات الطبابة والادوية .

نعم في جبيل حيث تتسابق الاسهم النارية والحفلات في السوق وما أدراك ما يحصل فيه ، نعم تتسابق مع محاولات عيش هؤلاء الناس في بيت مظلم ليل نهار ، رفعنا الصوت لنخبة النواب فلم يجيبوا حتى على هواتفهم ، تذكرت أن هناك شابا يافعا يقيم الخير بالخفاء ، اتصلت به وشرحت له هذه الحالة حيث غيرها متواجد بطبيعة الحال في كل لبنان حيال النصب والسرقة من قبل عصابات السلطة حيث كان يذهب بنا الظن إزاء هذه المشهدية أنها مجرد “افلام” يتم عرضها على شاشات التلفزة حتى رأينا بأم العين ! ما إن إتصلت بهذا الشاب ولا أعي إن كان يريد أن يظهر اسمه في الاعلام وحقيقة الامر لا معرفة شخصية فيما بيننا … فكان على الخط الاّخر من “دقة” واحدة يوسف إيلي باسيل … شرحت له الوضع وتمنيت أن نقتسم المبلغ مناصفة لكنه كان رفضض الامر … بسيطة أستاذ بتتزبط ، بعد ساعة واحدة يصلني إتصال من عليم بوضع العائلة أن هناك ورشة أرسلها إبن ايلي باسيل يوسف وانتهى من تمديد الكابل الكهربائي فيما رفض البعض هذه الميادرة !!!، هاتفني عارضا الوضع معي وما الذي تريد أن نفعله ، الجواب إنتظرني بعض الوقت لأعرف ماذا يجري لكنني لم أفلح وعرضت عليه ثمن الكابل كما اتفقنا… بسيطة مش مشكل نضعه في الشركة لربما !!

واقع الامر أن هناك الكثير من ذوي الارادات الخيّرة في جبيل لكن الامر لمد الأيدي لم يصل الى حالة من التنفيذ ، هذه حالة تتشابه معها الكثير من الاهوال الاقتصادية وحالات العوز ، إنما عوز على حالة كفيف مع شخص كفيف مشابه وظلمة الحيطان والسقف الخشبي فيها الاسوأ من حسن التدبير وصولا الى اللامبالاة وتجميعها تمهيدا لقادم من الايام حين تفوح رائحتها !!!

والشيء بالشيء يٌذكر كيف لمنطقة ممتدة من طبرجا الى البربارة يتحكم بها النفي من قبل التكنولوجيا أي ما يٌعرف بالانترنت حيث لم نسمع صوتا واحدا من نواب المنطقة إن في كسروان أو جبيل عن الامر … وحين تنطفيء سنترالات عمشيت وجبيل وحالات ونهر ابراهيم ولا يهتز إصبع في “العاصية” وجبيل مع ان دفع ايرادات الدولة في هاتين المنطقتين توازي ال 95 بالماية !؟ وإذا كانت وزارة الاتصالات مغلوب على امرها جراء الغلاء في المازوت وهذا أمر محق لها ،لكن الذي يٌدخل القهر الى نفوس الناخبين والمقترعين ويتحكم بهم القرف والندم و”الدعوة” بكسر اليد التي وضعت ورقة الاقتراع لأسياد المجلس في كسروان وجبيل، وٌجب عندها سؤال هؤلاء ليس عن التشريع المزعوم الذي يساوي صفرا مكعبا بفعل عدم التنفيذ حيث كان يقال عن النائب السابق منصور غانم البون أنه زعيم خدماتي وكانوا يعيّرونه بها فيما الاصل الحقيقي هو تماما يمثل مسيرة هذا المنصور الاّدمي الذي كان يعي ما تحتاجه كسروان وجبيل فيما الاّخرون إتخذوا صفة الادعاء والدق على الصدور … “نحن سوف نقدم مشاريع قوانين ونلاحقها في المجلس النيابي” … يا أخي روحوا بلّوها واشربوا مياهها… حيث كان منصور هو المنصور في معرفة البلد ومؤسساته ، كان البون عند المساعدة يتأبط ذراع طالب الخدمة حتى السرايا إنه كامل الدسم والرؤية … فهل من منصور البون ويوسف باسيل في جبيل … إنما الشمس يا شباب سوف تشرق دائما وتاريخ انتهاء صلاحية البعض لا بد قادم !!!

ناشر ورئيس تحرير موقع “الجريدة نيوز” : عيسى بو عيسى

اترك تعليق