قلق من تطورات دراماتيكية جنوباً غير محسوبة

فيما تتواصل التطورات الميدانية بشكل دراماتيكي في غزة والضفة الغربية حيث العدو الإسرائيلي يتبارى مع ذاته في ارتكاب أبشع ما يمكن من جرائم الحرب، فقد شهدت الرياض بالتزامن محطة سياسية تمثّلت بانعقاد القمة العربية الإسلامية بشكل طارئ لبحث ما يجري في فلسطين، التي تحتاج اول ما تحتاج إليه ضغط حاسم وحازم على الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار قبل الكلام في أي شيء آخر.

واذا كانت قمة الرياض قد وجهت دعوة للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في انتهاكات إسرائيل بغزة، إضافة إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار ملزم لوقف الهجوم الإسرائيلي، والدعوة إلى كسر الحصار على غزة، وفرض إدخال المساعدات بشكل فوري، فإن كل ذلك يحتاج إلى ملاحقة عملانية فعلية لتطبيق وتنفيذ هذه المقررات لكي تؤدي غرضها في خدمة الفلسطينيين.

لبنانياً كان لأمين عام حزب الله حسن نصرالله خطاباً أمس، وصفته مصادر سياسية متابعة “بالهادئ والمتزن، حيث أبقى الإصبع على الزناد دون مكابرة أو تراجع مفندًا بالأرقام خسائر العدو الاسرائيلي الذي لا يتجرأ ان يكشف عنها منعاً لإثارة الخوف والرعب لدى المجتمع الاسرائيلي، ومشيرا إلى أن المواجهات مع العدو مازالت ضمن قواعد الاستنزاف مع ما تقتضيه الضرورة للسلاح النوعي الموجود بحوزة حزب الله كالصواريخ الذكية والمسيرات الحربية وما شابه”.

المصادر نفسها لفتت إلى أن نصرالله لم يتطرق الى الملفات الداخلية والاستحقاقات الداهمة، ولم يخرج عن نطاق الحرب المدمرة التي تشنّها إسرائيل على غزة والمواجهات التي يخوضها حزب الله مع اسرائيل على طول الشريط الحدودي.

بدوره اعتبر النائب عبد العزيز الصمد في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن “حزب الله لو كان يريد الدخول في حرب موّسعة مع اسرائيل لكان أعلن التعبئة العامة من اليوم الثاني لطوفان الأقصى، لكنه رغم ذلك ومنذ ذلك التاريخ، هو موجود في الميدان، وهذا ما أكده بالأمس بإعلانه أن التطورات يحددها الميدان”. وتوقع الصمد ان تطول الحرب على قطاع غزة، الذي “في نهاية المطاف لن يكون كما كان قبلاً، ولن يبقى بمساحته الجغرافية البالغة 365 كيلو متراً مربعاً، وخاصة بعد نزوح السكان من شمال غزة باتجاه الجنوب”، إلا أنه أكد أن “أحداً لا يمكنه طرد الفلسطينيين من أرضهم، لا اسرائيل ولا غيرها”، وسأل: “إذا كان الميدان يتحكم بقواعد الحرب جنوباً فمن هي الجهة المتحكمة بقواعد اللعبة داخلياً لتنتشل لبنان من أزماته بدءا من التعيينات العسكرية وصولا الى انهاء الشغور الرئاسي؟”.

وإلى أن تتبلور الصورة على الصعيدين العسكري والسياسي، يبقى القلق موجوداً من تطورات دراماتيكية يفرضها الميدان، ما يستوجب محليًا جدية في التعاطي مع الملفات الملحة بعيدا عن حسابات الكسب السياسي.

اترك تعليق